أبعاد/ الكاتب: سامان نوح
وفق المؤشرات الحالية يبدو ان الاوربيين وطبعا خلفهم امريكا يريدون اطالة الحرب في اوكرانيا، ويريدون ان يتمكن “المقاومون” الاوكرانيون من الصمود لأسابيع او حتى لأشهر وليس لأيام، ويخططون لتحويل هذا البلد بمساحته الكبيرة الى مستنقع، فهم باتوا يتحدثون عن ارسال اسلحة متطورة في الغالب تستهدف الدبابات والمدرعات والناقلات، وأسلحة فاعلة لمجموعات المقاومة الصغيرة المتفرقة.
ربما الاحساس بالخطر الكبير المرتبط بطموحات بوتين ما بعد اخضاع اوكرانيا، هي التي دفعت “الغرب الديمقراطي” الى تغيير موقفه المتردد من دعم اوكرانيا بالاسلحة. وبدا الأوربيون موحدين اليوم اكثر من اي وقت مضى طوال العقود الأخيرة، بحسب مراقبين.
الرئيس الفرنسي قال ان “الحرب ستطول”، ربما هو يأمل ذلك مثل عدد آخر من القادة الأوربيين، فالانهيار السريع بمثابة كابوس. وهناك من بدأ يتحدث عن امكانية الاحتفاظ بمناطق معينة في اوكرانيا، بعد سقوط العاصمة كييف والمدن الكبيرة في شرقي وجنوبي البلاد، لتصبح معاقل للمقاومين ومراكز تأهيل وتزود بالاسلحة.
ويشن الأوربيون هجمات الكترونية، ويريدون حربا ضد روسيا على منصات التواصل الاجتماعي، وفي ميادين الفن والثقافة والرياضة بتأثيرها العميق، وحتى في المجال القانوني الدولي، طبعا الى جانب التحرك لاضعاف روسيا ماليا عبر العقوبات الاقتصادية خاصة في قطاع المصارف والبنوك وعبر استهداف ثروات واستثمارات كبار رجال الاعمال الروس.
في الميدان بحسب بعض التحليلات، ستتحول الأراضي والحقول التي تكسوها الثلوج اليوم الى مستنقعات، لذا على الروس حسم الأمور سريعا قبل ان تتعقد الأوضاع وبالتالي النتائج في الميدانين العسكري والاقتصادي، وعلى موسكو ان تنهي المعارك خلال ايام وتشكل سريعا حكومة موالية لها قادرة على ضبط الأمور، وهذا هو التحدي الأكبر.
بوتين الذي قال انه يريد ان ينقذ شعب اوكرانيا من حكومته الفاسدة ومن عصابات النازية، لم يلقى الى الآن ترحيبا في اوكرانيا، وعلى العكس هو يواجه رفضا في روسيا، حيث تم اعتقال أكثر من ثلاثة آلاف شخص تظاهروا تنديدا بهجومه على أوكرانيا خلال ثلاثة أيام، وفق ما نقلت منظمة “أو في دي-انفو” المتخصصة غير الحكومية.
نحن مهتمون بهذه الحرب مثل مختلف دول العالم لأنها قد ترسم مسار الأحداث والتوجهات السياسية والأمنية في نحو نصف العالم خلال السنوات اللاحقة، ولا توجد دولة متعجلة في اتخاذ موقف حاسم من ما يحدث حتى الصين لا يتطابق موقفها مع موقف روسيا، ولديها رأي لا يتوافق مع ما تقوله وتريده موسكو.