حذر ممثل برنامج الأغذية العالمي (WFP) في العراق التابع للأمم المتحدة، علي رضا قريشي، اليوم الثلاثاء، من حصول تغيير بيئي ومناخي عالمي في حال جفاف الأهوار، منبهاً على أنَّ سكانها في خطر محدق حالياً.
وقال قريشي، “من المهمِّ والجوهري الاهتمام ببيئة الأهوار، كما أنَّ دول جوار العراق إن كانت مهتمة بالحفاظ على بيئتها ومنع ظاهرة التصحر لديها فيجب عليها الاهتمام بهذه البيئة والعوامل التي قد تؤثر في شحِّ المياه فيها”.
وأضاف أنَّ “المفاوضات بين العراق ودول الجوار بشأن المياه يجب أن تأخذ بعين الاعتبار ضرورة الاهتمام بالأهوار وزيادة الإطلاقات المائية التي تذهب باتجاهها”، مبينا أن “النظام البيئي المتكامل الذي وفرته الطبيعة، هو جزء من منظومة متكاملة لتنظيم درجات الحرارة والرطوبة وتوفير البيئة الملائمة لزراعة المحاصيل، ليس فقط في هذه البيئة فحسب، بل حتى في المناطق المجاورة لها”.
وأوضح قريشي، أن “الأهوار تعد مكاناً لتجمع غاز الكربون وتنظيف البيئة من انبعاثاته، إلا أنَّ الإجراءات التعسفية التي جرت قبل عام 2003 أدت إلى جفاف نحو 70 % منها ولا يمكن استعادتها”.
وتابع ممثل برنامج الأغذية العالمي أنَّ “سكان الأهوار الذين يعتمدون عليها في الحصول على سبل المعيشة أصبحوا في خطر محدق، كونهم ليسوا على دراية كافية بإجراءات الزراعة، مما حدا البرنامج على استهدافهم وتدريبهم على زراعة الخضار والمواد الغذائية في مزارع صغيرة لتوفير سبل عيش بديلة عن التي اعتمدوا عليها في السابق كالقصب والجاموس”.
وأكد قريشي، أن “البرنامج ينسِّق مع الحكومة للعمل على فتح حوار مع الحكومات المحلية في (البصرة وميسان وذي قار وواسط والمثنى) بهدف إعداد خطط لتوفير الاستدامة لما تبقى من الأهوار، وتحقيق خطوات مستقبلية مهمة في القريب العاجل”.
وطالب الحكومة بـ”الالتفات إلى مصطلح (الاستثمار في الموارد المائية) لزيادة الأراضي المتاحة للزراعة في البلد والحصول على سبل المعيشة وهو أمر مهم للغاية، دون صرف أي نفقات”.
وأشار إلى أنَّ “البرنامج لمس اهتماماً من وزارات (الزراعة والموارد المائية والبيئة) في موضوع شحِّ المياه وزيادة الإطلاقات، لكن في الوقت نفسه يجب التركيز على استغلال الموارد المائية المتاحة بشكل أمثل وعدم هدرها، من خلال حملات توعية المواطنين بشأن ترشيد استهلاك المياه، في ظل عدم وجود وعي كاف لهذا الموضوع خاصة في ما يتعلق بالزراعة، واستخدام الأساليب القديمة في الري”.
وشدَّد قريشي على “ضرورة اتباع أسلوب (الري بالتقطير) الذي يعد أكثر كفاءة من (الري السيحي) بنسبة تصل إلى 70 % ويعطي مردوداً أكبر”، لافتا الى أن “توفر المياه في العراق شرط أساسي لاستقراره والمنطقة بصورة عامة رغم التأثير السياسي والجغرافي في هذا الموضوع، والتأكيد على زيادة الإطلاقات من دول المنبع لأنَّ جفاف الأهوار لن يؤثر في العراق فحسب؛ وإنما في التغيير المناخي العالمي والمنطقة بصورة رئيسة”.
وأشار إلى أنَّ موضوع المياه له تأثير مباشر في سبل عيش المزارعين ووفرة الغذاء، وهناك زيادة في أعداد الشعب العراقي، فالوضع إن استمرّ على ما هو عليه فسنواجه خطراً محدقاً وكارثة أكثر من الوضع الحالي”.