أكد الفنان العراقي المغترب في الأردن إلهام المدفعي، اليوم الخميس، أن الحفلة التي سيقيمها مساء يوم غد على المسرح الوطني، تمثل عودة لابد منها إلى بغداد، بعد غياب إجباري.
وقال المدفعي في مؤتمر صحفي : “إنني فنان فطري، علمت نفسي بدقة حقيقية، حيث كنت رياضياً وللرياضة تأثير كبير في وقوفي على المسارح، والتحدي سمة في كل مجالات حياتي”، مشيرا الى “انني غبت عن بغداد مجبراً، والعودة لا بد منها، فهي المدينة الخيمة الجميلة في نفسي وفي الواقع بأشجارها وناسها وعمرانها، وغنائياً أخذت من النفس البغدادية وأعطيت له”.
وتابع أنه “برغم عناء سنوات الغربة.. بعيداً عن بغداد.. ما زلت صديقاً لمسقط رأسي.. مدينة السلام”، منوهاً ان “هناك اختلافا كبيرا بين التراثين العراقي والأردني.. الأول له باع طولى ومر بسنين وظروف صعبة، لكن يتعذر الجمع بين الطرفين، تجمعنا الصحراء الممتدة بين الأردن والعراق، اللذين كانا بلداً واحداً حتى عام 1924 فكثير من الأغاني يؤديها البدو الرحل، وينقلونها الى أن ضاعت نسبة أية أغنية لأي بلد؛ بسبب غياب التوثيق”.
وأشار إلى أن “الفلكلور يعطي صورة حقيقية عن المجتمعات، ويعرف بهويتها”، متابعاً: “أعيش سنين طويلة مع الأغاني نفسها، والأغنية في داخلي تتطور أربع أو خمس مرات، بدأت “فوك النخل” مثلاً، مختلفة عما استقرت عليه بالمحصلة النهائية؛ لأن الأجيال تتغير بالتعاقب.. ثلاثة الى أربعة تطورات تجري على الأغنية الواحدة، وأنا ما زلت أواصل التقرب من فهم الأجيال مع الإبقاء على مستوى اللحن والكلام”.
وأردف المدفعي، “أعتمد الآلة الشرقية، أكثر من الغربية، ونجاح حفلي الأخير في أربيل، بوجود جمهور بغدادي كبير شجعني على إقامة حفل المسرح الوطني في السابعة من مساءِ غدٍ الجمعة”.