يعاني عشرات الآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء العالم متلازمة ما بعد كوفيد-19 التي تستمر عدة أشهر بعد الإصابة بالمرض.
وتشتمل المتلازمة على مجموعة من الأعراض مثل التعب الشديد، وانخفاض التركيز، تسارع ضربات القلب، ضيق التنفس، الإسهال، السعال.
وذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز أن كوفيد طويل المدى أو متلازمة ما بعد كوفيد تتفاوت من شخص لآخر في نوع الأعراض وشدتها.
ونظراً لأن عدداً متزايداً من المصابين من جميع أنحاء العالم قد تحولوا إلى مجموعات دعم عبر الإنترنت يحاول الباحثون الآن تحديد السبب وكيفية علاجه.
وتشير الإحصائيات إلى أن 10% من المصابين بأعراض كوفيد-19 عانوا لأكثر من ثلاثة أسابيع بعد ظهور الأعراض لأول مرة.
ومن أبرز الأعراض التي تستمر لمدة طويلة التعب المزمن، وارتفاع درجة الحرارة، والأرق، والصداع، وضباب الدماغ، والوخز، والدوخة، إضافة إلى الاكتئاب ونوبات الفزع.
خصائص فريدة
وما زالت أسباب الأعراض المبلغ عنها غير مثبتة ومثيرة للجدل.
وبينما يشير البعض إلى متلازمة ما بعد الفيروس – التعب والضعف الذي يستمر بعد أن يتصدى الشخص لعدوى فيروسية – كتفسير محتمل، يصر آخرون على أن ما يعانونه له خصائص فريدة.
وقالت كلير راينر، مستشارة الطب المهني في المملكة المتحدة، «هناك أمراض هنا لم يتم التحقيق فيها»، مشيرة إلى أن فيروس كوفيد يؤثر على دماغ البعض والقلب والرئتين لأشهر.
غزو الخلايا العصبية
ويعتقد جون جيديس، أستاذ علم الأوبئة بجامعة أكسفورد، أن استمرار أعراض المرض لمدة طويلة من المحتمل أن يكون ناجماً عن غزو الفيروس للخلايا العصبية في الدماغ.
بينما يقترح البعض الآخر أن الاستجابة المناعية المرتفعة للفيروس قد تدمر الخلايا في الأجزاء الرئيسية من الجسم.
على خطا سارس وإيبولا
ويشير الأطباء إلى أن Covid-19 ليس أول جائحة تولد أعراضاً منهكة بعد فترة الإصابة.
ففي أعقاب تفشي مرض سارس عام 2003 في آسيا، وجد الباحثون أن 60% من المرضى يعانون التعب والأرق بعد عام واحد من الإصابة بالفيروس.
كما أدى تفشي فيروس إيبولا في غرب أفريقيا في عام 2014 إلى التعرف على «متلازمة ما بعد الإيبولا» الفريدة، والتي تشتمل على التعب المزمن وأعراض أخرى، وتستمر لمدة تصل إلى عامين بعد الإصابة.
تجاهل الأعراض
والحقيقة أن متلازمة ما بعد الفيروس تثير الجدل في الأوساط الطبية، وخاصة أن كثيراً من المرضى يتهمون الأطباء بتجاهل أعراضهم والنظر إليها على أنها أعراض نفسية وليست جسدية.
وأكد أحد ضحايا متلازمة كورونا أنه شعر بعدم دعم الأطباء له، وقال له العديد منهم أنه يعاني مشاكل في الصحة العقلية ووصفوا له دواء مضاداً للاكتئاب.