أظهرت دراسة يابانية جديدة، أن الأشخاص المتزوجين أقل عرضة، بنسبة تصل إلى الخمس، للوفاة المبكرة مقارنة بمن ليسوا في إطار الزواج.
وأجرى باحثون دراسة على السجلات الطبية لنصف مليون شخص في الخمسينيات من العمر في آسيا على مدار 15 عامًا، ووجدوا أن الزواج مرتبط بانخفاض خطر الوفاة بشكل عام بنسبة 15% من جميع الأسباب مقارنة بالأشخاص غير المتزوجين.
تراجع خطر الوفاة بأمراض القلب
كما أن أولئك المتزوجين يواجهون خطرًا أقل بنسبة 20% للوفاة جراء الحوادث والإصابات وأمراض القلب.
وبحسب الدراسة التي كشفت صحيفة “ديلي ميل” تفاصيلها، فقد استفاد الرجال أكثر من الزواج، حيث شهدوا أكبر انخفاض في معدلات الوفيات.
وقالت الدراسة الجديدة إن “الأثر الوقائي” للزواج يمكن أن يرجع أيضًا إلى تشجيع الشركاء لأزواجهم على طلب المساعدة الطبية والالتزام بالعلاج. كما لاحظ الباحثون أن الظروف المالية الأفضل وأنماط الحياة الصحية تأتي مع الزواج.
وقالت الدراسة الأخيرة، التي أجراها باحثون من المركز الوطني للسرطان في اليابان: “إن الدراسات السابقة ركزت إلى حد كبير على السكان الغربيين”. وأشارت إلى أن الزيجات في شرق آسيا لها “سمات مميزة”، بما في ذلك احتمال العيش مع أسرة ممتدة.
وفحص الفريق بيانات عن 623140 شخصًا، تتراوح أعمارهم بين 54 عامًا في المتوسط، من اتحاد مجموعة آسيا، وهو بنك حيوي به بيانات صحية عن مليون شخص في القارة، بالإضافة إلى حالتهم الاجتماعية.
وتم تسجيل ما مجموعه 123،264 حالة وفاة خلال الدراسة التي استمرت 15 عامًا، وكان سبب معظمها السرطان ثم أمراض الأوعية الدموية الدماغية وأمراض الجهاز التنفسي.
ارتفاع خطر الوفاة لغير المتزوجين
وأظهرت النتائج، التي نُشرت في مجلة “جاما أوبن نتوورك” أن الأشخاص غير المتزوجين كانوا أكثر عرضة بنسبة 12 % للوفاة من أمراض الأوعية الدموية الدماغية والتي تشمل السكتات الدماغية وتمدد الأوعية الدموية مقارنة بغير المتزوجين.
وكان غير المتزوجين أكثر عرضة بنسبة 17% للوفاة من أمراض الدورة الدموية، مثل النوبات القلبية وأمراض القلب وفشل القلب. وواجهوا خطر الوفاة بنسبة 19% لأسباب خارجية للوفاة، مثل الحوادث أو الإصابة.
كما رُصدت زيادة بنسبة 14% في خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، بما في ذلك أمراض الرئة والربو، فضلاً عن ارتفاع خطر الوفاة بالسرطان بنسبة 6%.
وكان الأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية كامنة، مثل السرطان والسكري وارتفاع ضغط الدم، أكثر عرضة للعيش لفترة أطول إذا كانوا متزوجين.
وقال الباحثون إنه على الرغم من أن دراستهم وجدت علاقة، إلا أنها لا تثبت السببية. كما لاحظوا أن عوامل أخرى يمكن أن تلعب دورًا كالأوضاع الاقتصادية للفرد.
وأشار الباحثون إلى أن النتيجة التي توصلوا إليها قد لا تكون بسبب حالة الزواج بحد ذاتها ولكن بسبب العيش مع الزوج.
ووجدت دراسات سابقة أن الناس يتمتعون بصحة أفضل إذا كانوا يعيشون مع شخص آخر مقارنة بمن يعيشون بمفردهم.