سجلت أسعار النفط تراجعاً بنحو اثنين في المئة لتصل لما دون 98 دولاراً بعد أن تخطت 100 دولار في وقت سابق، اليوم الجمعة، بفعل توقعات بأن تكون اضطرابات إمدادات خليج المكسيك بالولايات المتحدة قصيرة الأجل في حين ألقت مخاوف الركود بظلالها على توقعات الطلب.
وبحلول الساعة 15:10 بتوقيت غرينتش انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.83 دولار، أي 1.8 بالمئة، إلى 97.77 دولارا للبرميل. وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 2.16 دولار، أي 2.3 بالمئة، إلى 92.18 دولارا للبرميل. وزاد كلا الخامين بأكثر من اثنين في المئة أمس الخميس.
ويتجه خام برنت صوب تحقيق مكاسب بنسبة ثلاثة بالمئة هذا الأسبوع معوضا بعض خسائر الأسبوع الماضي عندما هوى 14 بالمئة في أكبر خسارة أسبوعية منذ أبريل نيسان 2020، وسط مخاوف من أن تؤدي زيادة التضخم ورفع أسعار الفائدة إلى إلحاق ضرر بالنمو الاقتصادي والطلب على الوقود. ويتجه خام غرب تكساس الوسيط أيضا لتحقيق مكاسب بنسبة 3.7 بالمئة.
لكن الضبابية حدت من مكاسب الأسعار مع استيعاب السوق وجهتي النظر المتناقضتين لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ووكالة الطاقة الدولية بشأن آفاق الطلب.
وقال مسؤول في ميناء لويزيانا إنه من المتوقع أن تستبدل أطقم العمل جزءا تالفا من خط للأنابيب بحلول نهاية اليوم الجمعة، مما سيتيح استئناف الإنتاج في سبع منصات نفطية بحرية أمريكية في خليج المكسيك.
وقالت شركة شل، أكبر منتج للنفط في خليج المكسيك، أمس الخميس إنها أوقفت الإنتاج في ثلاث منصات في المياه العميقة بالمنطقة. وتنتج المنصات الثلاث ما يصل إلى 410 ألف برميل من النفط يوميا في المجمل.
كما استوعب السوق التباين بين منظمة أوبك ووكالة الطاقة الدولية في توقعاتهما للطلب.
وقال أولي هانسن مدير إدارة استراتيجية السلع في ساكسو بنك “نشهد تباطؤا اقتصاديا، لكن من غير الواضح ما إذا كان تباطؤ كبير كما تشير بعض التوقعات الأخيرة”.
وأضاف، “حركة الطلب مثل المد والجزر، لكن العرض ما زال مصدر القلق الرئيسي”.
ومن المقرر تشديد العقوبات الأوروبية على النفط الروسي في وقت لاحق من العام الحالي، بينما من المنتظر أن ينتهي أجل خطة منسقة مدتها ستة أشهر بين الولايات المتحدة والاقتصادات المتقدمة الأخرى للسحب من مخزوناتها من الطاقة بحلول نهاية العام.
وخفضت أوبك أمس الخميس توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2022 بمقدار 260 ألف برميل يوميا، متوقعةً زيادة الطلب بمقدار 3.1 مليون برميل يوميا هذا العام.
ويتناقض ذلك مع رؤية وكالة الطاقة الدولية التي رفعت توقعاتها لنمو الطلب إلى 2.1 مليون برميل يوميا بفعل التحول إلى النفط بدلا من الغاز لتوليد الكهرباء نتيجة ارتفاع أسعار الغاز العالمية.
في الوقت نفسه، رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لإمدادات النفط الروسي بواقع 500 ألف برميل يوميا في النصف الثاني من 2022، لكنها قالت إن أوبك ستواجه صعوبة في تعزيز الإنتاج.