أبعاد
كاتب / محلل سياسي – قاسم الغراوي
استقال اعضاء التيار الصدري لرغبة السيد مقتدى الصدر لأنه فشل في تشكيل حكومة الاغلبية بسبب رفضه الائتلاف مع بقية مكونه الشيعي واصر على تحجيم بعضهم لعدم قناعته او له رؤية ترتبط باحداث ليست ببعيدة جدا مع احد شخصيات الاطار مما وضع العقدة وازدادت الهوة اتساعاً .
بعد الانسحاب تهيا الاطار التنسيقي لتشكيل الحكومة وطرح مرشحه وبدا يتحرك مع الشركاء للاتفاق على شكل وملامح وبرنامج الحكومة، لكن خطوة تشكيل الحكومة صدمت السيد مقتدى الصدر وثارت ثائرته وتحرك بجمهوره بخطوات سريعة لايقاف كل نشاط او تحرك او نية لتشكيل الحكومة بحجة الاصلاح وبدا بتطبيق اول خطواته باحتلال مبنى البرلمان بعد ان دعى قبلها الى صلاة جامعة وتلتها خطوة دخول اتباعه للمنطقة الخضراء.
بدأت رحلة جديدة من الازمات والتوترات منذ الاستيلاء على مبنى البرلمان واعلان الحلبوسي تجميد عمل البرلمان وتطورت الامور الى التهديد والوعيد رغم ان الاطراف تدعو للتهدئة والجلوس حول طاولة مستديرة لفض النزاعات والتوصل لاتفاق.
ورغم الدعوات والمبادرات والخطابات والرسائل الى وجهت الى السيد مقتدى الصدر الا انه بقى مصراً لاعتقاده بانه لن يفوت الفرصة الذهبية للإصلاح التي غادرها في عام 2016 وندم عليها في حين توفرت اليوم هذه الفرصة لتحقيق الاصلاح المنشود.
ولا نعرف من يستهدف بالإصلاح من هذه التظاهرات هل النظام السياسي؟ ام الحكومة؟ ام الاشخاص ام البرلمان ام ملفات الفساد
اذا كان يقصد الحديث عن الفساد فالتيار الصدري وعلى لسان السيد (لا استثني حتى التيار الصدري من الفساد) وما الذي يريده بالضبط وكيف نشرع بخطوة الاصلاح خارج المنظومة السياسية وقبة البرلمان وتشريع القوانين؟
مواقف السيد الصدر (قلقة) غير مستقرة رغم تاكيده على مصطلح الاصلاح، فمع رفع هذا الشعار الى التهجم على خصومه، ثم التوجه للقضاء لفرض امر بحتمية حل البرلمان ، ثم المرور بالكارت الاحمر ترميزا لاستخدام السلطة الشعبية في طرد من لا يعجبه من الشخصيات السياسية في الساحة السياسية.
واستقر به المقام اخيراً على طلب المناظرة، ولكن مع من ؟ مع الكتل السياسية مجتمعه ام مع شخصييت بعينها او مع من يعتقد انهم فاسدين ام يقصد شخصيات المكون الذي ينتمي له ثم ماهي فائدة المناظرة ؟ هل تجدي نفعا وتحل العقد ؟
السيد الصدر لا يعرف ماذا يريد بالضبط رغم تأكيده على مصطلح الاصلاح والجميع يؤيد ذلك لكن بشروط وبطرق مشروعه قانونية ودستورية , ولن تكون انتقائية او تفرض من طرف واحد لتستهدف البعض وتغض النظر عن البعض وتستثني اخرين .
واعتقد ان تفعيل مبدا من اين لك هذا؟ ومقارنة حياة البعض من السياسيين قبل الوصول للسلطة وما بعدها سيكشف لنا الكثير ولن تكشف هذه الملفات لان الجميع مشترك فيها والفساد متغول الى درجة رهيبة.
لان السلطة في العراق تدر المال، اما المال في الغرب هو الذي يشتري السلطة . ولله في خلقه شؤون.