أبعاد- متابعة
تفاصيل غير معروفة للرأي العام قد تنهي خلافات الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني بشأن منصب رئيس الجمهورية، على أن يكون برهم صالح خارج المعادلة، وأن يتم تقديم مرشح تسوية، وذلك عقب مفاوضات مكثفة شهدتها السليمانية في الأيام القليلة الماضية.
ويقول مصدر سياسي كردي، إن “مدينة السليمانية شهدت خلال الأيام العشرة الأخيرة اجتماعات مكثفة بين وفد رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، برئاسة فؤاد حسين وزير الخارجية، ورئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافيل طالباني، وسط أنباء مؤكدة تفيد بأنه تم الاتفاق بين طالباني وبارزاني على سحب ترشيح برهم صالح لرئاسة الجمهورية والاتفاق على مرشح تسوية لكن مقابل مجموعة مطالب قدمها طالباني”.
ويضيف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن “من بين المطالب أن يتم سحب دعم وتعامل حزب بارزاني مع آزي أمين، مسؤول وكالة الحماية والمعلومات (رئيس جهاز الاستخبارات التابع للاتحاد الوطني الكردستاني)، الذي هرب قبل أشهر إلى أربيل بعد خلافات حادة له مع طالباني”، لافتا إلى أن “هذا الطلب من طالباني يأتي بعد هرب العشرات من ضباط وموظفي الجهاز من السليمانية والالتحاق بأمين في مقره بأربيل والدوام هناك، وتعامل جميع الوفود الرسمية والدولية مع آزي أمين كرئيس للجهاز، لأنه لم يستقل من منصبه بعد، وما زال هو رئيس الجهاز بشكل رسمي على الرغم من أن طالباني عين منذ أشهر عضو المجلس القيادي في الاتحاد جلال شيخ ناجي رئيسا للجهاز”.
ويبين أن “طالباني طالب عشرات المرات بإصدار مرسوم إقليمي من رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني بتعيين ناجي بدلا من أمين، إلا أن الحزب الديمقراطي الكردستاني كان يرفض هذا الشيء ويقول أن أمين ما زال يمارس مهامه بشكل رسمي ولم يقدم استقالته، لذلك لا يمكن أن يصدر هذا المرسوم”، مشيرا إلى أن “هذا ما جعل ناجي مجردا من أي مرسوم إقليمي لمنصبه الجديد، وما يؤكد صحة هذه المعلومة أن أمين نشر منشورا قبل أيام لم يذكر فيه نفسه بصفة رئيس الجهاز وإنما بصفة مساعد مستشار مجلس أمن إقليم كردستان وهو مسرور بارزاني”.
ويتابع المصدر أن “الطلب الثاني مقابل تنازل طالباني عن دعم برهم صالح، هو أن يصدر مرسوم إقليمي بتعيين ناجي رئيسا لجهاز الاستخبارات التابع للاتحاد (وكالة الحماية والمعلومات)، وإيقاف تشكيل أي قوة عسكرية من قبل آزي أمين، بعد تداول معلومات عن نيته تشكيل قوة قوامها نحو 800 عنصر يجمع فيها جميع الضباط والعناصر الهاربة من السليمانية بالإضافة إلى المعارضين لطالباني”، مبينا أن “ما يؤكد صحة هذه المعلومات هو أن بافيل طالباني ذكر في آخر اجتماع للمجلس القيادي الذي عقد في 28 آب أغسطس الماضي وانتخب فيه رئيسا للحزب، لأعضاء القيادة أن علاقته جيدة جدا الآن بمسعود بارزاني، وأن هناك تفاهمات بينهما إزاء العديد من القضايا، كما أبلغهم بأن لدى برهم صالح رغبة بالتنازل عن الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية”.
ويشير إلى أن “ما يؤكد هذه المعلومات أيضا هو ما قاله القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني ملا بختيار في مؤتمر صحفي عقده مؤخرا تعليقا على الأحداث الجارية سواء بين الأحزاب الكردية في كردستان أو في العراق عموما بأن هناك مفاجآت كبيرة ستحدث، في إشارة واضحة منه إلى اتفاق الحزبين الكرديين على مرشح تسوية لرئاسة الجمهورية”.
ويواصل المصدر أن “المستفيد الأول والأخير من هذا الاتفاق، من جهة الحزب الديمقراطي، هو رئيس حكومة كردستان مسرور بارزاني، لأنه سيكسب دعم الاتحاد الوطني، وتحديدا بافيل طالباني، في دورته الحالية ليقطع الطريق أمام الانتقادات التي توجه إليه ولكابينته الحكومية، بالإضافة إلى أن بافيل أراد من هذا الاتفاق أن يقطع أي وسيلة تواصل بين لاهور شيخ جنكي ومسعود بارزاني، بعد أن جمعتهما مكالمة هاتفية خلال الأسابيع الأخيرة، عندما كان بارزاني على خلاف كبير مع طالباني بسبب ترشيح برهم صالح”.