غيّب الموت الشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين فجر اليوم الأحد عن عمر ناهز الـ80 عاما، تاركا خلفه إرثا شعريا وثقافيا غنيا قل نظيره.
حاز شمس الدين على دكتوراه دولة في التاريخ، كما يحمل إجازة في الحقوق، وهو من مواليد العام 1942 في قرية بيت ياحون في الجنوب اللبناني، ولكنه ترعرع في قرية عربصاليم التي يدفن فيها اليوم.
ترجمت العديد من أعماله الأدبية الى عدة لغات حول العالم، واشتهرت له دواوين في لبنان والعالم العربي، مثل “قصائد مهرّبة إلى حبيبتي آسيا”، “غيم لأحلام الملك المخلوع”، “أناديك يا ملكي وحبيبي”، “أما آن للرقص أن ينتهي”، “كتاب الطواف”، “حلقات العزلة”، “اليأس من الوردة”، “الغيوم التي في الضواحي”، “شيرازيات” و”النازلون على الريح”.
وانتشر خبر وفاة شمس الدين منذ ساعات الصباح الأولى على المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي ونعاه العديد من الناشطين والكتاب والمثقفين على صفحاتهم. ونعته ابنته الشاعرة رباب، ومما قالته:
لم تعلمني كيف تكفن القصيدة.. وقد غسلناها بدمع المحاجر
ولم تعلمني كيف يدفن الشعر… ولم تخبرني أن للشعر مقابر
فأين أواري جسدك المقدس… وكيف ترثيك في الموت المنابر!
وفي العام 2020، أعلن شمس الدين انسحابه من “جائزة الشيخ زايد للكتاب”، احتجاجا على اتفاقية التطبيع بين الإمارات واسرائيل، وذلك عن كتابه “آخر ما تركته البراري”.
ولطالما وصف شمس الدين بالإضافة الى قصائده في الحب والغزل، بأنه شاعر عاشق للحرية و ثائر ضد الظلم، وكتب في احدى قصائده :
يا عبدَ اللهْ
ما نفعُ الثورةِ إنْ ماتَ بها المظلومُ وعاشَ الظالمْ؟
يا عبدَ اللهْ
للثورةِ بابٌ مقفلْ
لا يُفتحُ إن لم تُقتلْ!
يا عبدَ اللهْ
يا صوتًا يصرخُ في البرّيّةْ
ولَدَتْني أمّي كي أشهدَ للحرّيّةْ!