كشف خبراء أن البشرية قد تواجه مستقبلا مؤلما بسبب التأثير الذي أحدثته على الكوكب، ويحذرون من أنها تقترب من نقطة حيث سيكون الوقت قد فات لتغيير العواقب الكارثية.
وتسببت ممارسات البشرية في خسائر فادحة في كوكب الأرض خلال القرن الماضي. وشهد الازدهار السكاني تعدي البشر على ملاذات الحيوانات، ما أدى إلى انخفاض التنوع البيولوجي. وذكر تقرير غير ذي صلة في عام 2020 من مؤشر الكوكب الحي، أن النشاط البشري أدى إلى تدهور ثلاثة أرباع جميع الأراضي و40% من المحيطات في نصف قرن فقط، ما أدى إلى انخفاض كبير في موائل جميع الأنواع.
وبالإضافة إلى ذلك، يؤدي تغير المناخ إلى ذوبان القمم الجليدية وارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، ما أدى أيضا إلى زيادة معدلات الانقراض.
ويمكن أن يكون نقص التنوع البيولوجي مدمرا للحياة على الأرض، حيث يلعب كل نوع دوره في الدورة الطبيعية للعالم.
والآن، يقول الباحثون إن الإنسانية على حافة الهاوية نتيجة لذلك، ويكافح الكثير من الناس لفهم مدى خطورة الموقف.
وقال المعد الرئيسي البروفيسور كوري برادشو، من جامعة “فليندرز” في أستراليا: “تتسبب الإنسانية في خسارة سريعة للتنوع البيولوجي ومعها قدرة الأرض على دعم الحياة المعقدة. ولكن التيار الرئيسي يواجه صعوبة في إدراك حجم هذه الخسارة، على الرغم من التآكل المستمر لنسيج الحضارة الإنسانية. وفي الواقع، حجم التهديدات التي يتعرض لها المحيط الحيوي وجميع أشكال الحياة فيه، كبير جدا، بحيث يصعب فهمه حتى بالنسبة للخبراء المطلعين. وتتفاقم المشكلة بسبب الجهل والمصلحة الذاتية قصيرة الأجل، مع السعي وراء الثروة والمصالح السياسية التي تعيق العمل الضروري للبقاء”.
وأضاف البروفيسور بول إيرليش، من جامعة ستانفورد: “إن وقف فقدان التنوع البيولوجي ليس قريبا من قمة أولويات أي دولة، حيث يأتي بعيدا عن الاهتمامات الأخرى مثل التوظيف والرعاية الصحية والنمو الاقتصادي واستقرار العملة. وتعمل معظم الاقتصادات على أساس أن الإجراءات المضادة الآن مكلفة للغاية بحيث لا يمكن استساغتها سياسيا. وبالاقتران مع حملات التضليل لحماية الأرباح قصيرة الأجل، من المشكوك فيه أن حجم التغييرات التي نحتاجها سيتم في الوقت المناسب”.
وقال البروفيسور دان بلومشتاين، من جامعة كاليفورنيا UCLA: “ما نقوله قد لا يحظى بشعبية، بل إنه مخيف بالفعل. لكننا نحتاج إلى أن نكون صريحين ودقيقين وصادقين إذا أرادت الإنسانية أن تفهم ضخامة التحديات التي نواجهها في خلق مستقبل مستدام. وبدون إرادة سياسية مدعومة بعمل ملموس يتناسب مع ضخامة المشاكل التي تواجهنا، فإن الضغوط الإضافية على صحة الإنسان وثروته ورفاهه ستقلل بشكل عكسي من قدرتنا السياسية على التخفيف من تآكل نظام دعم الحياة على الأرض، التي نعتمد عليها جميعا”.
وتابع: “يستمر النمو السكاني والاستهلاك البشري في التصاعد، وما زلنا نركز على توسيع المشاريع البشرية أكثر من تركيزنا على ابتكار وتنفيذ حلول للقضايا الحرجة مثل فقدان التنوع البيولوجي. وبحلول الوقت الذي نفهم فيه تأثير التدهور البيئي بشكل كامل، سيكون الأوان قد فات. ودون التقدير الكامل وبث حجم المشاكل وضخامة الحلول المطلوبة، سيفشل المجتمع في تحقيق أهداف استدامة متواضعة، وستتبعها كارثة بالتأكيد”.