يمثل كوكب الزهرة لغزا محيرا لعلماء الفلك، وعلى الرغم من أنه مجاور للأرض إلا أنه لا يكشف سوى القليل عن نفسه.
ويعرف الكوكب بغطاء غير شفاف من السحب يخمد المناظر الطبيعية القاسية التي تقصفها الأمطار الحمضية وتخبز في درجات حرارة يمكن أن تؤدي إلى صهر الرصاص.
والآن، تعمل الملاحظات الجديدة على رفع الحجاب عن بعض الخصائص الأساسية لكوكب الزهرة. ومن خلال الارتداد المتكرر للرادار عن سطح الكوكب على مدار الخمسة عشر عاما الماضية، حدد فريق بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس الطول الدقيق ليوم واحد على كوكب الزهرة وميل محوره وحجم قلبه. ونُشرت النتائج اليوم في مجلة Nature Astronomy.
وقال جان لوك مارغو، أستاذ علوم الأرض والكواكب والفضاء بجامعة كاليفورنيا، والذي قاد البحث: “كوكب الزهرة هو كوكبنا الشقيق، ومع ذلك ظلت هذه الخصائص الأساسية غير معروفة”.
وهناك الكثير من القواسم المشتركة بين الأرض والزهرة، حيث أن كل الكواكب الصخرية لها نفس الحجم والكتلة والكثافة تقريبا. ومع ذلك فقد تطورت على طول مسارات مختلفة تماما. وتوفر الأساسيات مثل عدد الساعات في يوم كوكب الزهرة بيانات مهمة لفهم التواريخ المتباينة لهذه العوالم المجاورة.
وتكشف التغييرات في دوران كوكب الزهرة واتجاهه عن كيفية انتشار الكتلة في الداخل. ومعرفة هيكله الداخلي، بدوره، يغذي نظرة ثاقبة لتكوين الكوكب، وتاريخه البركاني وكيف غيّر الزمن السطح. وبالإضافة إلى ذلك، من دون بيانات دقيقة حول كيفية تحرك الكوكب، يمكن أن تتوقف أي محاولات هبوط مستقبلية بما يصل إلى 30 كيلومترا.
وتظهر قياسات الرادار الجديدة أن متوسط اليوم على كوكب الزهرة يدوم 243.0226 يوما أرضيا، ما يقارب ثلثي سنة الأرض. وما هو أكثر من ذلك، أن معدل دوران كوكب الزهرة يتغير دائما: القيمة التي يتم قياسها في وقت واحد ستكون أكبر قليلا أو أصغر من القيمة السابقة. وقدّر الفريق طول اليوم من كل قياس فردي، ولاحظوا اختلافات لا تقل عن 20 دقيقة.