اعلن في العاصمة اليابانية طوكيو، عن وفاة المصارع الياباني العالمي انطونيو اينوكي الذي كان بمثابة أسطورة في عالم اللعبة.
واشتهر اينوكي في العام 1990 عندما تمكن من إقناع الرئيس العراقي السابق صدام حسين وابنه عدي، بإطلاق سراح عشرات الرهائن اليابانيين الذي احتجزهم النظام بعد غزوه للكويت، وعشية بدء حرب الخليج الاولى، بحسب تقرير لموقع “اسينشيال سبورتس” الامريكي الرياضي ترجمته وكالة شفق نيوز.
وتوفي اينوكي (79 سنة) في الاول من تشرين الاول الحالي في طوكيو، وهو كان رائدا في عالم المصارعة الاحترافية، وترك خلفه سجلا حافلا بالانجازات والارث باعتباره احد اعظم المصارعين، والسياسيين ايضا، ويحظى باحترام واسع.
وذكر موقع “اسينشيال سبورتس”، ان اينوكي اشتهر بحضوره الدولي وحياته المهنية وهو سبق له ان واجه اساطير مثل الملاكم العالمي محمدعلي كلاي، وكانت وفاته كصدمة.
كما اشتهر بنشاطه السياسي وبتأييد للسلام في العام، وهو يوصف بانه مصارع وفنان متعدد ورجل اعمال وسياسي، الا انه ينسب اليه الفضل في اطلاق سراح العديد من اليابانيين الذين كانوا في العراق، قبل بدء حرب الخليج مباشرة.
واوضح الموقع الامريكي انه قبل اندلاع حرب الخليج العام 1990، اعتقل صدام حسين حوالي 100 عائلة يابانية كرهائن، واستخدمهم كدروع بشرية. بعدما قام بغزو الكويت واحتجز الاجانب رهائن لمنع تعرض العراق للقصف.
ولفت التقرير الى ان المفاوضات بين وزارة الخارجية اليابانية والحكومة العراقية لم تسفر عن اي نتائج، فتولى اينوكي مسؤولية تأمين اطلاق سراح الافراد اليابانيين، مستفيدا بذلك من ارثه وسمعته كرياضي من اجل الخوض في المفاوضات.
واوضح التقرير ان اينوكي تواصل مع الحكومة العراقية بصفته ممثل للشعب الياباني وليس للدولة اليابانية، وفي هذا الاطار سافر الى العراق ثلاث مرات بين ايلول/سبتمبر وكانون الاول/ديسمبر من العام 1990.
واشار الى ان السلطات العراقية اطلقت في 2 ايلول/سبتمبر، سراح النساء (زوجات الرجال المحتجزين كرهائن) والاطفال، وسمحت بعودتهم الى اليابان.
وتابع التقرير ان عدة التماسات جرى توجيهها الى الحكومة العراقية لحثها على الافراج عن الرهائن المتبقين، وانما من دون جدوى، وهي ازمة استمرت لعدة شهور.
وعرضت محطات التلفزيون في اليابان وغيرها، مشاهد لاينوكي وهو يركض في شوارع بغداد مرتديا ملابس رياضية بيضاء.
كما عرضت مشاهد له وهو يرتدي ملابسه استعدادا لمقابلة عدي صدام حسين. ولم يكن ذلك سوى البداية في الطريق نحو انقاذ الرهائن الباقين.
وذكر التقرير ان اينوكي كان اول ياباني يدخل مسجد كربلاء، مضيفا ان المقاطع الاخبارية المصورة بدأت تظهر حوله وهو يشارك في صلاة ويداه مرفوعتان نحو السماء، كما انه تعلم كيف يصلي وكيف يكون المرء مسلما، واصبح يطلق عليه اسم “محمد حسين”.
وعمد اينوكي الى تنظيم مهرجان سلام رياضي في “استاد صدام” في بغداد برفقة مصارعين من اليابان وعزفي الطبول اليابانيين التقليديين، كما نظم حفل موسيقي ومباراة في كرة القدم وكرة السلة والكاراتيه والجودو.
وبعد انتهاء المهرجان، كان من المقرر ان يعود اينوكي الى اليابان، وبينما كان متوجها الى المطار، كانت رسالة كتبها بنفسها قد وصلت الى صدام حسين. وبعدها بقي، وصلت الاوامر وطلبت من اينوكي تمديد زيارته الى بغداد، فوافق على ذلك.
وفي اليوم التالي، كان اينوكي والرهائن وافراد من عائلاتهم يلتقون بعدي صدام حسين الذي كان وقتها وزيرا للشباب والرياضة. واعتذر عن ابقائه الرهائن لهذه الفترة الطويلة وسمح باطلاق سراحهم.
وذكر الموقع ان المهرجان الذي نظمه اينوكي ساهم في تمهيد الطريق امام الافراج الامن عن الرهائن.
الى ذلك، ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون في اليابان ان اينوكي وهو من مواليد يوكوهاما، توفي نتيجة قصور في القلب.
ولفتت الى ان اينوكي كان صارع محمد علي كلاي، كما اقام علاقات شخصية وثيقة مع كوريا الشمالية. وساهم في الترويج للمصارعة الامريكية، وخدم فترتين منفصلتين في هيئة تشريع يابانية.
ووصف اينوكي بانه كان “احد اهم الشخصيات في تاريخ رياضة المصارعة، وهو جسد روح القتال”.
وكان طول اينوكي يبلغ 1.9 مترا، وكان محترفا في فنون القتال المختلطة في اليابان، وبرزت شهرته في العام 1976 عندما واجه محمد علي كلاي الذي كان بطل العالم للوزن الثقيل، وانما بصفته هو كمصارع حر، بمباراة في طوكيو.
وسبق لاينوكي ان سافر الى كوريا الشمالية مرات عديدة لتأمين اطلاق سراح رهائن يابانيين اسرتهم كوريا الشمالية خلال مرحلة الحرب الباردة، مثلما ذكرت صحيفة “تايبيه تايمز” التايوانية.
ونقل عن اينوكي قوله انه يريد “المساهمة في السلام العالمي من خلال الرياضة”، بالرغم من ان المسؤولين اليابانيين كانوا يتنصلون من المهمات التي يقوم بها بالتواصل مع كوريا الشمالية.
وتقاعد اينوكي من السياسة في العام 2019 ، وبعد عام قال انه مصاب بمرض في القلب.