تقرير – أبعاد
بعد 5 أعوام من الانتصار العسكري على عصابات داعش، وجعل التنظيم الارهابي يتحرك بعمليات نوعية محددة بعناصر لا تتجاوز الخمسة اشخاص، أكدت قيادة العمليات المشتركة أن العدد المتبقي لتلك العصابات في العراق لا يتجاوز الـ1000 ارهابيا واغلبهم محليون.
ولم تتوقف العمليات الأمنية للقوات العراقية منذ إعلان الانتصار على داعش عام 2017 ولغاية الآن، لتطهير كافة المناطق من عناصر التنظيم، ودائما ما تسفر عن العثور على مضافات فيها أدوات منزلية ومقتل عدد من عناصر داعش وهذا إلى جانب مئات الطلعات الجوية التي تنفذ لاستهداف عناصر داعش أو عجلاتهم المفخخة في المناطق الصحراوية.
ويقول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، إن “عصابات داعش الإرهابية جُردت من إمكانياتها بفضل تضييق الخناق عليها من قبل القوات الأمنية ولم يعد لديها بيئة داعمة أو حواضن”.
وأضاف أن “هنالك رفض شعبي لها وتعاون مباشر مع القوات الأمنية في حال رصد أي تحرك لعناصر تلك العصابات”.
وأشار الخفاجي الى، أن “عصابات داعش غير قادرة على التواجد بشكل جماعي بل عبر أفراد محدودين لا يتجاوزون الخمسة لأنها سترصد وتضرب على الفور”.
ولفت المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة إلى أن “الضربات الجوية الأخيرة قتلت قيادات مهمة في التنظيم وضربته في الصميم ومنذ بداية العام تم قتل القبض وقتل أعداد كبيرة من الإرهابيين”.
وتابع الخفاجي، أن “عدد عناصر داعش الإرهابي في العراق قليل جداً يصل إلى أقل من 1000 عنصر أغلبهم محليون”، لافتاً الى أن “هؤلاء العناصر منتشرين على أربع أو خمس مفارز”.
وأضاف الخفاجي، أن “قيادة العمليات المشتركة اتخذت إجراءات مهمة بضبط الحدود، ومتهيئة لأي طارئ يحدث على الحدود”.
بدوره، يقول الخبير الامني والستراتيجي أحمد الشريفي، إن “القطعات الأمنية تتعرض إلى مشاغلة بين الحين والآخر في ظل الأزمة السياسية التي فرضت على القوات العسكرية والأمنية أن تتجه نحو المدن لحفظ الاستقرار، وترك مساحات خارجها”.
واضاف أن “التوقعات تشير إلى ان تنظيم داعش الارهابي في هذه المدة يعمل على استثمار الأزمات السياسية والواقع الحالي”.
وتوقع الشريفي، ان “تصل المشاغلة إلى حزام بغداد”، مشيرا الى أن “قضاء الطارمية شمالي العاصمة، مايزال خاصرة رخوة لاسيما أن نقاط التواصل الجغرافي التي تتيح للتنظيم متاحة في الوقت الحالي”.
وشدّد الخبير الامني، على أن “إمكانية ارتفاع الهجمات الارهابية من قبل تنظيم داعش الارهابي في المرحلة المقبلة ممكن للغاية، ونحن نحذر من ذلك”.
ولفت، إلى أن “هناك حقيقة ينبغي إدراكها بأن تنظيم داعش يستثمر الخلافات السياسية من أجل إعادة انتاج نفسه مرة أخرى سواء على صعيد التموضع في مناطق خطرة أو إعادة إمكانية قدراته سواء بالتعرض إلى القطعات العسكرية أو التعرض على المناطق المدنية”.
وأفاد الشريفي، بأن “هذا التحذير واضح وملموس ينبغي وضعه أمام صنّاع القرار السياسي بأن أية انتكاسة سياسية تهدّد السلم الأهلي يمكن لها أن توفّر الأجواء المناسبة إلى تنظيم داعش الارهابي للظهور مجدداً، وهو ينتظر بفارغ الصبر مثل هكذا فرص”.
ومضى الشريفي، إلى أن “عودة داعش تعني؛ أن نسبة الاستقرار والامن التي تحققت نتيجة جهود قواتنا طيلة السنوات الماضية مهددة بالتراجع، ولاسيما أن هناك العديد من النجاحات التي حصلت على صعيد تأمين الحدود مع دول الجوار وتحصين الجبهة الداخلية لا ينبغي التفريط بها بسهولة نتيجة الصراع السياسي”.
وأعلن جهاز الأمن الوطني العراقي، الأسبوع الماضي، تفكيك خلية ارهابية كانت تحاول القيام بعمليات تمويل لتنظيم داعش من خلال ابتزاز المواطنين واخذ الاموال منهم عنوة.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الجهاز ارشد الحاكم في تصريح متلفز، إن قوة من الأمن الوطني تمكنت من تفكيك خلية ارهابية مكونة من ثلاثة أفراد لتمويل التنظيم المتشدد من خلال أخذ الأموال منهم عنوة ومن يرفض فسيكون مصيره القتل، مبينا أن الجهاز تمكن من إفشال مخطط هذه الخلية.