تقرير – أبعاد
السنة الحالية من أقسى سنوات الجفاف التي مرت على العراق منذ عام 1930، مع تجاوز نسبة انخفاض الخزين المائي 60% عن الأعوام السابقة، بحسب وزارة الموارد المالية.
ويعاني العراق من أزمة مياه حادة بلغت مستويات قياسية خلال الاشهر الأخيرة، وسط توقعات بموسم جفاف رابع يضرب البلاد.
ويقول مستشار وزارة الموارد المائية عون ذياب، إن “السنة الحالية من أقسى سنوات الجفاف وأصعبها على العراق”.
وأضاف ذياب، أن “هذه السنة جافة بامتياز لسببين: الأول هو النقص في كميات الأمطار الساقطة لسنوات متكررة منذ عام 2020 وحتى الآن، وأيضا الواردات التي تأتي من دول الجوار إذ تعد من أسباب النقص الحاد في الخزين المائي وإمكانية تأمين الاحتياجات للمستهلكين كافة”.
وأشار مستشار وزارة الموارد المائية إلى، أن “الوزارة تعتمد على الخزين المتاح في سدودها وخزاناتها لكون الواردات قليلة”، مبينا أن “ما يدخل إلى سدود الموصل وحديثة ودوكان ودربندخان وحمرين أقل مما يخرج منها”.
وتابع ذياب: “نحتاج لبناء خزين أن يدخل سدودنا أكثر مما يخرج منها، وهذا يتحقق فيما إذا كان الموسم الشتوي أو الخريف الحالي والشتاء القادم بغزارة أمطار ليس داخل العراق فقط بحوض الفرات بل في تركيا وسوريا وإيران، كون ذلك يضمن ورود كميات من المياه لتعزيز الخزين”.
ونوه إلى أن “الخطة الزراعية الشتوية ستكون حرجة جداً إذا استمر الوضع بدون سقوط أمطار، ولربما يتم التفكير بتقليص المساحة مرة ثانية خاصة بالنسبة لمحصول الحنطة”.
وأوضح مستشار وزارة الموارد المائية، أن “مجلس الوزراء أصدر قرارا بتشكيل لجنة يرأسها مسؤول في الأمانة العامة لمجلس الوزراء وممثلين من قبل وزراتي الزراعة والموارد المائية لتحديد صيغة للخطة الزراعية”.
ولفت ذياب إلى، أن “مسؤولية وزارة الموارد المائية هي إدارة المياه وإيصالها إلى أماكن احتياجاتها سواء للشرب أو الزراعة، أما مسؤولية وزارة الزراعة فتكون بالري على مستوى الحقل”.
بدوره، يقول الخبير المائي عادل المختار إن “اعتماد وزارة الزراعة على الخزين المائي والمياه الجوفية، وأستخدام منظومات ري قديمة، يشكل خطر كبير على منسوب الخزين المائي، مبينا ان استيراد منظومات ري الحديثة تساعد كثيراً على زيادة حصة الاطلاقات المائية وانعاش مناطق الاهوار”.
وأوضح المختار، انه يجب استغلال المياه الجوفية والخزين المائي بزيادة الاطلاقات المائية لأنعاش الاهوار وانقاذها من التصحر وتدعيم الوضع المائي في المحافظات الجنوبية”.
وتابع الخبير المائي، ان تقليص المياه المستخدمة لتربية الاسماك، بأمكانها ايضاً ان تٌزيد من نسب الاطلاقات المائية للمناطق الجنوبية، وإعطاء حصتها الى مناطق الاهوار”.
ومضى المختار بالقول، “إذا كان فصل الشتاء جافاً فهنا سوف يتم تقليل الخطة الزراعية من جديد واتخاذ قرارات اخرى لتقليل استهلاك المياه”.
وأدى توالي مواسم الجفاف إلى تقلص الأراضي الصالحة للاستثمار الزراعي في العراق، نظرًا لزيادة ملوحتها، وهو أمر يشكل خطرًا محدقًا بالأمن الغذائي.
يذكر أن منظمات معنية بالبيئة، قدمت في وقت سابق تقريراً لوزارة الموارد المائية، حذرت فيه من أن نهري دجلة والفرات سيتعرضان إلى جفاف تام بحلول عام 2040، في حال استمر الوضع على حاله.