أكّد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء، أنّه لا معنى للحفاظ على الوجود الدبلوماسي الروسي السابق في دول الغرب.
وقال لافروف، خلال لقاء مع خريجي الجامعات الذين تم قبولهم لأول مرة في السلك الدبلوماسي، إنّه “لا معنى ولا رغبة في الحفاظ على نفس الوجود لدى الدول الغربية”.
وأضاف: “يعمل موظفونا في ظروف يصعب وصفها بالبشرية. إنهم يخلقون مشاكل مستمرّة، وتهديدات بالاعتداءات الجسدية. المهم أنه لا يوجد عمل هناك، لأن أوروبا قرّرت الانغلاق علينا ووقف أيّ تعاون اقتصادي”.ّ
وأشار لافروف إلى أن الولايات المتحدة “استعدّت بشكل نشط” وأن أوروبا “قبلت بإذعان” الانقلاب في أوكرانيا، الذي “تم تنفيذه تحت شعارات نازية، وهذا يعني شيئاً واحداً أن الغرب انحاز إلى أولئك الذين يريدون إحياء النازية. وكل يوم نرى العديد من التأكيدات على تقييمنا”.
وتابع: “سننقل “مركز الثقل” إلى الدول المستعدّة للتعاون معنا على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة والبحث عن مشاريع مشتركة واعدة”.
ونوّه لافروف بأن الخارجية الروسية تقوم الآن “بإعادة توجيه جغرافي للأنشطة في الخارج، مؤكداً أن “بلدان ما يسمى بالعالم الثالث (في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية)، تحتاج إلى مزيد من الاهتمام. ويجري الاتفاق على العديد من الخطط على أعلى المستويات التي تتطلب دعماً دبلوماسياً، بما في ذلك دعم الأعمال التجارية، المشاريع الثقافية والإنسانية والتعليمية المشتركة”.
ولفت لافروف إلى أن العديد من الدبلوماسيين الروس، بسبب سياسة الغرب المعادية لنا، أوقفوا رحلات عملهم في الخارج قبل الموعد المحدّد.
وأردف: “يتطلب مفهوم سياستنا الخارجية تركيز الجهود على ضمان الظروف الخارجية الآمنة والملائمة للتنمية الاقتصادية لروسيا، وتحسين رفاهية المواطنين، وحمايتهم والشركات في الخارج”.
بدون مبالغة، يقول لافروف، أن روسيا تعيش نقطة تحول، أو بالأحرى حقبة – ستكون فترة طويلة. وفي ظل هذه الظروف، من المهم الدفاع ليس فقط عن المصالح الاقتصادية والاجتماعية للبلد والمواطنين، ولكن أيضاً عن الشعور بالفخر الوطني والشرف وحماية التراث التاريخي.
وأكد أن “روسيا تحذّر منذ سنوات من عدم القبول بخلق تهديدات لأمننا ليس على بعد 10 آلاف ميل، ولكن مباشرة على حدودنا، للأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم روساً ويريدون أن يبقوا جزءاً من العالم الروسي”.
وشدّد الوزير الروسي على أن نظام كييف بقي لسنوات عديدة يضطهدهم، وحظر اللغة الروسية والتعليم والإعلام والثقافة وأكثر من ذلك بكثير.
وأوضح: “طيلة ثماني سنوات طويلة قُصفت دونباس، وقُتلت النساء والأطفال. ولم يكلف أحد من زملائنا الغربيين عناء النطق بكلمة دفاعاً عن أولئك الذين تعرضوا للقمع من قبل مرتكبي الانقلاب المناهض للدستور في أوكرانيا. أما الصحفيون الغربيون فلم يكلفوا أنفسهم مرة واحدة خلال هذه السنوات الثماني بأن يزوروا دونباس، ربما كان هناك استثناء صحفيّ أو اثنان، لكنهم غطوا حصرياً من موقع كييف”.