أبعاد- كتب / سالم لطيف العنبكي
كانت “خطبة الوداع” لمصطفى الكاظمي يوم أمس خاتمة التحدي الوقح للعراق وشعبه! ونهاية لسنتين من الغدر والخيانة والتفريط بسيادة العراق وهيبته وأمواله وانطلاقة لصوصية وسرقات مَنْ اختارهم هو أو اختاروهم! له وانكشف مَنْ انكشف وبقي مختفي ومستور منهم وربما سوف ينكشف مع الأيام. .
تحدث “الكاظمي” عن الإنجازات فكانت مسخرة واضحة “النمو الإقتصادي”!! لا وجود له وليس هناك اقتصاد واضح ومخطط في العراق اصلاً!! وافتخر بالمليارات التي حصل عليها العراق على أنها نتيجة للنمو الإقتصادي المزعوم وليس بسبب ارتفاع سعر النفط ولم يقدم لنا وقائع وأرقام وحقائق عن هذا النمو كما يخبر عنه الخبراء والمختصون؛ مجرد ثرثرة فارغة لا تستند إلى حقائق ملموسة؛ وثرثر بزهو بامتلاك العراق زيادة من الذهب بكذا كيلو في عهده! ولكن أين تلك المليارات من الدولارات ومن استفاد منها وما هي المشاريع النافعة والمنتجة التي حصلنا عليها؟ واكتناز الذهب ما هي الفائدة منه وفي نفس الوقت بدل أن يقوي الدينار العراقي فقد زاد قيمة “الدولار” الأميركي في العراق وما سبب من كوارث على السوف العراقي وعيشة الناس وثراء طبقة اللصوص الحاكمة وأذنابهم ومرتزقتهم؛ نمتلك المليارات والذهب وليس لدينا مدارس لأطفالنا والموجودة يرثى لها وانهيار مستوى التعليم وتشرد الأطفال والصبية في الشوارع؛ إنهيار أداء المستشفيات وردائتها مما زاد من معاناة المرضى وفقدان الدواء فيها؛ فساد رهيب في دوائر الدولة وانتشار الرشوة التي أصبحت هي القانون والنظام في تمشية أمور الناس؛ تداعي بشكل مرعب حالة الطرق الداخلية والخارجية وعشرات الضحايا يومياً بسببها ؛فقدان الأمن والنظام وزيادة عمليات السرقة والإغتيال والقتل والنزاعات العشائرية المستمرة والفوضى في المحافظات وخاصة الوسط والجنوب المتعمدة! والأخطر من كل ذلك هو انتهاك سيادة العراق من الإحتلال الأميركي والأسوأ الإحتلال التركي بكل تفاصيله وضياع هيبة الدولة وصراع الجماعات والأحزاب والكتل على أشده وقوى الأمن وكل المؤسسات الأمنية تقف متفرجة وتتحمل الإهانات والضرب والقتل وليس هناك أوامر ردع أو منع لها وتعمد القيادات “المتفقة” على عدم التصدي للمخربين بحجة حق التظاهر الذي تميز بالتخريب والحرق واحتلال دوائر الدولة وتعطيل مصالح الناس!! تلك هي منجزات الكاظمي التي تحدث عنها في “خطبة الوداع”محملا الشعب العراقي “المنية”!! وإنه ضحي وسهر الليالي من أجل توقيع اتفاقيات العار والذل والإسراف بأموال العراق وثرواته لأعدائه بالذات وأنه تعرض لمسرحيات اغتياله ثلاث مرات ولكنه صمد وأصر على تنفيذ المخطط المرسوم له في تدمير العراق وإذلال “جزء من شعبه”!! لئلا يحظى بالهدوء أو يحصل على مكتسبات ترفه عنه ومن ثم يلتفت إلى ما يخطط له المحتل أو يطالب بحقوقه المهدورة من النفط أو يطالب مرة أخرى بإخراج القوات المحتلة من العراق ومن بغداد بالذات!! الموجودة في القاعدة الكبرى والتي تسمى بالسفارة!! وقد نجح الكاظمي وطاقمه من العسكر! من السيطرة واللعب على المكشوف في ترويض الشعب العراقي وجعله يخضع -مؤقتاً- ثم غيرت الحرب بين روسيا وأميركا الوضع وتطلب الأمر إنهاء الإحتقان في العراق وأماكن أخرى وانتخاب رئيس الجمهورية بسرعة قياسية ومثلها ترشيح رئيس الوزراء وسوف تتم الموافقة السريعة على الوزراء والسماح لهم بتقديم الخدمات للشعب العراقي وبعض المنجزات السريعة كما تمت التسوية في لبنان وتجميد الحرب في اليمن لتفرغ المحتل وتحالفه لورطتهم في الحرب الدائرة بين روسيا وأميركا وأوروبا!! .. فلا منجزات للكاظمي ولا تنامي اقتصاد ولا خدمات للشعب بل مسلسل سرقات وخداع وحيل وتخريب منظم وخاصة في محافظات الوسط والجنوب!! من جانب آخر فإن نتيجة الصراع القائم والحرب الجارية بين القطبين وأتباعهما ستغير العلاقات في العالم أو في أكثر بلدانه إلى إما عبيد وخدم لقوى الشر والعدوان المعروفة وإما أحرار وكرام مع قوى الخير والعدل والإنصاف المعروفة أيضاً وانتظروا إنا معكم من .المنتظرين والعاقبة للمتقين.