تقرير – أبعاد
ما تزال السلطات العراقية تسعى لمعالجة مخلفات داعش الإرهابي على الرغم من مرور 5 سنوات على الانتصار العسكري الذي حققته القوات الامنية المتمثلة بالجيش العراقي والحشد الشعبي، حيث يبرز مخيم الهول السوري الذي يسكنه الآلاف من مواطني الجنسيات المختلفة ويشكل وجودهم تحدياً دولياً، إحدى المشكلات التي تواجه العراق.
ويقول مستشار الشؤون الستراتيجية في مستشارية الأمن القومي سعيد الجياشي، “أعيد أكثر من 3000 مواطن عراقي من مخيم الهول حتى الآن بواقع ست دفعات”، معربا عن امله بـ “إعادة عدد أكبر في الشهر المقبل”.
وأكد الجياشي، أن “الاهتمام عالٍ بمخيم الهول السوري على المستوى الدولي والحكومة العراقية”، مشيرا الى أن “العمل على اعادة النازحين في المخيم بدأ في شهر أيار 2021، ومستمر حتى الآن”.
وأوضح، أن “العائدين يبقون في مركز تأهيلي متخصص لمدة 90 – 120 يوماً، ثم يدمجون في مناطقهم”، مستدركا “دمجنا حوالي ألفين و80 شخصا بمناطقهم في 6 محافظات من مجموع أكثر من 3000 شخص واستقبلهم المجتمع بقبول إيجابي وبدأوا بالانخراط”.
ولفت الجياشي، الى أن “العراق يتعامل مع عوائل دقّقت أمنياً واستخباراتياً وقضائياً وقانونياً، وتخلو من مذكرات قبض أو ملاحظات سلبية”.
وتابع، “جلبنا في شهر حزيران 2022، الوجبة السادسة من مخيم الهول، بمعدل 150 عائلة أي حوالي أكثر من 600 شخص، غالبيتهم يعانون من حالات مرضية خطيرة، خصوصاً بين الأطفال والنساء”.
بدوره، يقول الباحث بالشأن الأمني علي البيدر، “يجب التعامل مع قاطني مخيم الهول بشكل إنساني، كونهم ضحايا الصراع الذي حصل بعد عام 2014″، مشددا على “ضرورة التدقيق الأمني وتأهيلهم بمحاضرات توعوية ومن ثم دمجهم في المجتمع”.
وتابع البيدر أن “عدم دمج ساكني مخيم الهول في المجتمع قد يجعلهم يفكرون بالانتقام، أو يتم استقطابهم من بعض المجاميع المسلحة التي قد تجدهم بيئة خصبة لنشاطها، لذلك على الدولة انتشالهم من تلك المساحة إلى مساحة الحياة العامة”.
واضاف، أن “بعض الأطراف في المناطق السنية لا ترغب بعودتهم، كونها تستغل منازلهم بعد أن استحوذت على أملاكهم وعقاراتهم، وبذلك تطرح خيارات التصعيد ضدهم”.
وقال وزير الخارجية فؤاد حسين، الأسبوع الماضي، خلال كلمة في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة داعش، في مدينة مراكش المغربية، إن “الجهود الدولية، لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والانتربول وجامعة الدول العربية، ووكالات الأمم المتحدة، وبعثتها في العراق دعمت العراق بشكل مستمر في مجالات مكافحة الإرهاب وإعادة الاستقرار والإعمار في المناطق التي حررت من سيطرة التنظيم، والمساندة في هزيمة تنظيم داعش”.
وأشار إلى ضرورة “معالجة الوضع الإنساني للعائلات بمخيم الهول في سوريا، ومنع تنظيم داعش من اختراق مخيمات النازحين، ونشر فكره الإرهابي، وإعادة تنظيم صفوفه”.
وتحدث حسين، عن “إعادة نحو 500 عائلة عراقية، إلى مخيم الجدعة في محافظة نينوى وأغلبهم من النساء والأطفال”، مبينا أن “العراق يحث الدول على تحمل مسؤولياتها، وتسلم رعاياها، وضمان محاسبة المتورطين منهم في بلدانهم”.
وفي وقت سابق، قال مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي إن هناك اتفاقاً دولياً بشأن مخيم الهول، إضافة إلى دعم دول كبرى للعراق من أجل تفكيك المخيم، مبينا ان المخيم يضم أكثر من 60 ألف شخص من العراق وسوريا و50 دولة أخرى.
وبين الأعرجي أن إعادة ساكني مخيم الهول تأتي ضمن الخطة الحالية التي تستغرق خمس سنوات، لكن العراق يسعى لتسريع الملف من أجل إنهاء المعاناة، مشيرا الى أن هناك 25 ألف عراقي في مخيم الهول السوري، بينهم 20 ألفاً بين حدث وطفل دون الـ 18 سنة.