أبعاد- كتب / حمزة مصطفى ||
لا صلة مباشرة بين الإثنين, نور المتهم بسرقة أمانات ضرائبنا البالغة مليارين ونصف المليار دولار والرئيس الصيني السابق هو جينتاو الذي لم “يبق” شيء من الخزينة الصينية.
جينتاو جرجوه من مؤتمر حزبه الذي عشقه منذ الصغر أيام ثورة المؤسس ماوتسي تونغ الخضراء ورفيقه الدائم شوان لاي.أما سبب الجرجرة غير معلوم بالدقة المطلوبة سوى مايجري تداوله بشأن الحاجة الى تعبيد الطريق بلا أية منغصات حتى لوكانت جينتاوية أمام رفيقه في النضال والكفاح ضد الإمبرالية والرأسمالية شي جينين لولاية ثالثة.
“نور” شاب عراقي صغير (من أحفاد جيناتو وشي جينين والعاشق الأبدي فرانسوا ميتران) تقول المعلومات إنه بات يملك في غضون أقل من سنتين أموال قارون الذي يبدو قياسا لـ “بايك” أمانات ضرائبنا فقيرا معدما “كاتله الهبري”.
جينتاوالمجرجر أمام الكاميرات وهو الشيخ الطاعن في السن (79 عاما) جالسا في المقعد الأمامي الى جانب رفيق نضاله وكفاحه جينين لايملك شيء من حطام الدنيا سوى سمعته وشقة تمليك في إحدى ناطحات السحاب الصينية. حطام الدنيا كله إنتقل الى صاحبنا وإن لايزال متهما, ففي غضون سنتين إمتلك عمارتين ونصف مول ومصرف وبرج وفندق 5 نجوم و35 عقار.
لو عرف الرئيس شي جينين أن الكاميرات سوف تتوجه في نفس يوم جرجرة رفيقه في الكفاح ضد الإمبرالية والرأسمالية سابقا ومنافستها حاليا الى شاب صغير في إحدى بلدان الشرق الأوسط التي لم تشمل بعد بطريق الحرير ولا حتى سبيسه ليتم إنزاله من طائرته الخاصة لأمسك بقميص مجرجر رفيق كفاحه جيناتو ليودعه السجن على “فعلته السوداء” وربما للطم ندما.
طائرة خاصة؟ كأني في قلب شي جينين وهو يشاهد بعد ساعات الشاب العراقي المنور على الطائرات والشاشات متسائلا “ولكم طائرات خاصة, ومولات وعمارات وفنادق وعقارات ومليارات وعربيات وأجنبيات من الراقصات والفنانات .. لا ياجليلين الحيا”.
مع ذلك هنالك فرق بين جرجرة وجرجرة. الصين تتقدم وكل طرق الحرير وأحزمتها مفتوحة أمامها. أما العراق ينام على أكشن ويصحو على أكشن, وبين كل أكشن وأكشن أكشن. ولأن الأكشنات كثيرة فإن الحل يأتي دائما من السوشيال ميديا. هجوم وهجوم مضاد.
هنا البسوس وهناك داحس والغبراء, هنا ذات الصواري وهناك نهر جاسم وبين كل هجوم أوهجومين ينزل الجميع على الترابي مذكرا ومستذكرا بدكة الرارنجية مرة وسقوط غرناطة مرة أخرى.
وما أن يأتي محمد رمضان أو اليسا أو تعصف الخلافات بالقوى السياسية أو يغلق جسرا السنك والجمهورية تعاود الرايات السوداء والبيضاء والحمراء الإرتفاع بحثا عن مساعد أو معين بإنتظار أكشن جديد.
غرناطة تسقط دائما لأنها القاسم المشترك في كل المعارك الى أن تذرف أم عبد الله الصغير دمعتها لكن مرة على غرناطة لأن إبنها الباكي مثل النساء لم يحافظ على ملكه مثل الرجال.
“إشكد غشيمة” أم عبد الله الصغير.
هي لاتعرف أن ليز تراس صارت رئيسة وزراء بريطانيا التي بكت مثل الرجال ملكا مضاعا لم تحافظ عليه مثل النساء من أمثال مارغريت تاتشر وتيريزا ماري وأنجيلا ميركل. وأم عبد الله الصغير لاتعرف أن الفاشية الشقراء جورجينا ميلوني أدت اليمين رئيسة لوزراء إيطاليا التي وصلت الى حكمها بعد أن رفعت شعار الفاشية بعد فشل النيوليبرالية التي نظر لها فوكاياما ورهطه من مفكري المحافظين الجدد وسعى أوباما لتطبيقها في بلاد لم تحافظ على دماء مواطنه جورج فلويد.
ولأننا لانريد العبور على سرقة القرن فإنها ليست أكثر من أكشن ربما هو الأقوى منذ شهور على صعيد تقلبات السياسة العراقية ومالها السائب المسروق الذي يقدره الخبراء والرسميون أكثر من 300 مليار دولار. فعن أي قرن نتحدث وكم من “نور” ينبغي جرجرته ولا يهون جينتاو الذي لم يسرق .. دجاجة.