أبعاد- تقرير
دون أي مقابل، ينشغل العراقي يحيى شاكر الرحيم بزراعة أحياء بغداد بشتى أنواع شتلات الأشجار، والعناية بها بشكل تطوعي، وذلك منذ الثمانينيات حتى هذا اليوم، دون كلل أو ملل، وأسفرت مبادرته عن انتشار الأشجار الضخمة وزيادة رُقعة المساحات الخضراء.
يحزنه مشهد الأرض الجرداء وأوراق الشجر العطشة، فلا يستطيع أن يغض الطرف عنها، ولا أن يمتنع عن سماع استغاثتها.
لذلك، بدأ يحيى شاكر الرحيم بزراعة الأشجار في العاصمة العراقية بغداد منذ الثمانينيات، وغرس عددا لا يُحصى من الأشجار على جوانب الطرقات وقرب المدارس والمستشفيات والحدائق العامة الصغيرة.
وقال شاكر: “الشجر لا تعد ولا تحصى وكل أسبوع أذهب لمشتل “الحجي مهدي” الذي يساعدني ويعطيني فوق طاقته”.
وأضاف: “كل أسبوع أزرع الذي قسمه الله لي، كما يلاحظ السكان أنني يوميا أسقي أشجاري ولا أتركها عطشانة”.
الرجل البالغ من العمر 63 عاما، لا يزرع الأشجار فحسب، بل يتابعها بعناية، فهو يعتبرها بداية دورة الحياة الصحية والسليمة لسائر المخلوقات.
ويضيف: “إذا اختفى الشجر اختفى الأوكسجين وانتهت حياة، الشجرة تأخذ ثاني أوكسيد الكاربون وتعطي أوكسجين، وغياب الأشجار يعني أن لدينا فقر عام بالتصحر وبالحياة وبالطيور”.
وضربت العواصف الرملية العراق بانتظام هذا العام، مما تسبب بمشكلات عديدة، كما أثر سلبا على المحاصيل والأشجار، فوفقا للأمم المتحدة، يعَدّ العراق خامس دولة معرّضة للأزمات المناخية على مستوى العالم، أما بالنسبة للعراقيّ، يحيى شاكر الرحيم، فانخفاض عدد الأشجار في بغداد خلال السنوات الماضية هو الدافع الأكبر لأعماله الزراعية.
وقال: “في بغداد توسع بالبناء أخذ أراض زراعية كثيرة، كانت مزارع تحولت إلى بنايات، فاختفت الشجرة وماتت وبقت الأبنية سيدة الموقف من المولات وغيرها”.
الشتلات التي يزرعها الرجل العراقيّ أينما حلّ وأينما وُجد، تساهم في أعمال التخضير، كما يشجع شغفه في الزراعة الآخرين على دعم مهمته ومساعدته.