ارتفاع التبادل التجاري بين العراق والصين.. هل يعيد الاتفاقية العراقية الصينية إلى الواجهة مرةً أخرى؟
أبعاد- تقرير
بلغ حجم التبادل التجاري بين العراق والصين منذ مطلع العام الجاري 33.7 مليار دولار اميركي، بحسبما يقول السفير الصيني في بغداد، وهو رقم قد يفصح عن الكثير، فيما يؤكد تسوي وي أن العراق له أولوية لدى الجانب الصيني خصوصا في التبادل اتجاري، إلى ذلك يترقب الشارع العراقي حكومة محمد شياع السوداني لتفعيل الاتفاقية العراقية-الصينية، في كونها لا ترتّب على العراق التزاماتٍ مالية مسبقة، ولا تتقاطع مع ضرورات ومقوّمات الأمن القومي.
وأبرمت الاتفاقية العراقية-الصّينية خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي على رأس وفدٍ كبيرٍ ضمّ عشرات الوزراء والمحافظين والمستشارين والخبراء ورجال الأعمال في مختلف المجالات والإختصاصات، إلى الصين في الثالث والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر من العام الماضي 2019، حيث كانت بوادر وملامح التّظاهرات الاحتجاجية بدأت تلوح في الأفق، والمساعي المحمومة من قبل بعض الأطراف السياسية للإطاحة بالحكومة كانت قد تكشّفت إلى حدٍّ كبير، لذا كان من الطبيعي جداً أن تتعرّض مبادرة عبد المهدي إلى الكثير من الإنتقادات والاعتراضات والتحفّظات التي ساهمت في تأجيج الشارع، لتضيّع الإتفاقية في موجة الأجواء السياسية والشعبية المشحونة بالتوتر والإنفعال والفوضى، المترافقة مع حزمة المطاليب السلميّة المشروعة.
السفير الصيني لدى بغداد تسوي وي، قال إن حجم التبادل التجاري مع العراق ارتفع كثيرا، مبينا ان “أعمال الشركات الصينية بالعراق خلال عشرة سنوات الأخيرة ارتفعت بشكل ملحوظ، وان دولة العراق ذات أولوية في الجانب الصيني”.
وأوضح ان “العراق شريك مهم للصين، وحجم التبادل التجاري بين البلدين منذ بداية السنة بلغ 33,7 مليار دولار أمريكي بزيادة 2% عن السنة الماضية”، مبينا ان “الصين استوردت من العراق 34 مليون طن من النفط الخام، بقيمة 6،5 مليارات دولار”، وبينما من الممكن ان يكون الرقم المتعلق بحجم الاستيراد الصيني من النفط العراق منطقيا بعض الشيء، الا ان القيمة المذكورة والبالغة 6.5 مليار دولار غير معقولة، فاستيراد 34 مليون طن يعني اكثر من 238 مليون برميل، ولن يحقق هذا العدد من البراميل 6.5 مليار دولار الا اذا كان سعر البرميل 27 دولارا، وهو سعر غير منطقي، حيث انه وفق متوسط الاسعار للعام الحالي يجب ان تكون القيمة تبلغ 21 مليار دولار على الأقل من اصل 33.7 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين الصين والعراقي.
صادرات العراق للصين انخفضت 20%
ويكشف الرقم المعلن عن كمية النفط الذي استوردته الصين من العراق، والبالغ 34 مليون طن، او 238 مليون برميل خلال 10 اشهر، منذ مطلع العام الحالي، يكشف عن ان متوسط صادرات النفط العراقي الى الصين لايتجاوز الـ800 الف برميل يوميًا، في الوقت الذي كان العراق يصدر للصين نحو مليون برميل يوميًا، اي ان صادرات النفط العراقي للصين انخفضت قرابة 20%.
الميزان التجاري بين العراق والصين.. 60% لصالح العراق
معلومات اخرى من الممكن ان نستخلصها من الارقام المعلنة عبر السفير الصيني، فبينما تم احتساب قيمة النفط المصدر من الصين الى العراق خلال الاشهر الماضية والبالغة قرابة 21 مليار دولار، فأنها تمثل نحو 62% من مجمل حجم التبادل التجاري بين العراق والصين والبالغ 33.7 مليار دولار، هذا يعني ان العراق استورد من الصين بنحو 12.7 مليار دولار خلال 10 أشهر، اي بمعدل 1.27 مليار دولار، ووفق هذا المعدل من المؤمل ان يستورد العراق من الصين حتى نهاية العام الحالي بنحو 15 مليار دولار، مقارنة بـ10 مليار دولار خلال العام الماضي، فيما من المؤمل ان يحصل العراق من الصين على اكثر من 25 مليار دولار حتى نهاية العام، ليكون حجم التبادل التجاري الكلي حتى نهاية العام بنحو 40 مليار دولار.
بمقارنة هذه البيانات مع بيانات اوردتها مؤسسة عراق المستقبل في وقت سابق، والتي اظهرت أن استيرادات العراق من دول الصين وتركيا والهند خلال الفترة من ابريل الى اب 2022 بلغت اكثر من 11 مليار دولار، مثلت فيها الاستيرادات من الصين الرقم الاكبر بواقع 51%، هذا يعني ان العراق استورد من الصين خلال 4 أشهر بقيمة 5.6 مليار دولار، اي بواقع 1.4 مليار دولار شهريًا، وهو رقم مقارب للحسابات التي اجرتها “يس عراق” اعلاه، والتي اظهرت استيرادات العراق من الصين شهريا بنحو 1.3 مليار دولار.