تقرير – أبعاد
بعد مشاركة العراق في قمة التغير المناخي المنعقدة في مصر، مطلع الأسبوع الجاري، يرى متخصصون بالبيئة والمياه انه لا جدوى من مشاركة العراق واصفين المشاركة بـ”البروتوكولية”.
ويقول الخبير البيئي حمزة رمضان في حديث صحفي تابعته “ابعاد” إن “هذه القمة تقام سنويا في مثل هذا الوقت، والسنة المقبلة ستقام في الإمارات، وهدفها المعلن هو أن الدول الغنية تساعد الدول الفقيرة على التخلص من آثار التغير المناخي، باعتبار أن الدول الغنية هي المتسببة بالاحتباس الحراري وانبعاث الغازات، لأنها دول صناعية، ولكن في الحقيقة لا توجد نتائج ومساعدات ملموسة لهذه القمة”.
ويلفت رمضان إلى أن “رئيس الجمهورية السابق برهم صالح كان قد وقع على انضمام العراق إلى ما يُعرف بالصندوق الأخضر، الذي يجمع 100 مليار دولار سنويا من الدول المساهمة فيه من أجل مساعدة الدول الفقيرة المتضررة من التغيرات المناخية، وبذلك يدفع العراق سنويا أموالا لهذا الصندوق من دون أن يستفيد شيئا منه أو يستفيد من الأموال في معالجة مشكلاته البيئية والمناخية، وقد كان هذا الصندوق من ضمن توصيات إحدى القمم المناخية السابقة، كما صدرت توصيات عن قمة العام الماضي ولم يتم تنفيذها حتى الآن”.
ويبين أن “حلول التغيرات المناخية موجودة ولا تحتاج مؤتمرات دولية، ولكن الدول العظمى تعمل على تهويل موضوع الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية واتخاذه ذريعة للتدخل في شؤون الدول المنافسة مثل الصين والهند ومنعها من إنشاء المعامل بحجة أن معاملها تساهم مساهمة كبيرة في تلويث البيئة”.
وشارك العراق في مؤتمر قمة المناخ COP27 المنعقد في شرم الشيخ بمصر، عبر رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، الذي أكد في كلمته أن “التحدي الأبرز الذي يواجهه العراق هو ملف المياه، ونأمل تعاونا في ملف المياه مع دول الجوار، خاصة وأن أزمة المياه أجبرت السلطات على تقليص المساحات الزراعية”.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن مشكلة شح المياه تفاقم ظاهرة التصحر في العراق، حتى بات التصحر يهدد 40 بالمئة من مساحته، وأن البلد من أكثر الدول تضررا من الاحتباس الحراري، مشددا على أهمية تبادل الخبرات بين الدول بشأن ملف المناخ، فيما أكد أن العراق سيعمل على توسعة المساحات الخضر.
بدوره، يقول الباحث في الشؤون المائية جمعة الدراجي في حديث صحفي تابعته “ابعاد”، إن “مقررات قمة التغير المناخي في غلاسكو 2021 لم تقر حتى الآن، وإذا أقرت مقررات قمة غلاسكو والقمم السابقة لها فقد يكون من الوارد إقرار مقررات القمة الحالية في شرم الشيخ”.
ويرجح الدراجي “عدم تحقيق قمة شرم الشيخ تقدما يذكر في ملف التغير المناخي، كما هو الحال بالنسبة للقمم السابقة، فهذه القمم ليست سوى شكليات وبهارج إعلامية، وخصوصا إذا لم يتم تحقيق أهدافها وتنفيذ مخرجاتها”.
وأوضح أن “مشاركة العراق في قمة شرم الشيخ بروتوكولية لا تتضمن بحثا أو مقترحا أو مبادرة، وكل ما هنالك هو أن أعضاء الوفد العراقي سيحصلون على مبالغ مالية عن إيفادهم”، مشيرا إلى أنه “لم يتم الاتصال بالمتخصصين والباحثين في الشأن البيئي والمناخي ليكونوا جزءا من الوفد، وإنما اقتصر على مجموعة من موظفي رئاسة الجمهورية وبعض الإعلاميين والمصورين”.
يذكر أن العراق ومنذ العام الماضي، قلص المساحات المزروعة إلى 50 بالمئة بسبب شح المياه، ما أدى إلى تراجع كبير في الإنتاج الزراعي وتقليص المساحات الخضر، كما يعاني البلد من العواصف الترابية، التي تؤدي إلى مئات الإصابات بالاختناق، وغالبا ما تطول المدن الوسطى والجنوبية.