أبعاد
كتب / حمزة مصطفى ||
يسعى محمد شياع السوداني, رئيس الوزراء, الى أن تكون حكومته رشيقة بدء من إزالة كروش كبار الضباط في المؤسسة العسكرية (الدفاع) وكل قوى الأمن الداخلي (الداخلية, الأمن الوطني). ليس الكروش هي المستهدفة وحدها وإن كانت أول المستهدفين بالترشيق بل الغاء الألقاب التي جعلت الدولة تترهل على مستويات أخرى. من بينها إنتاجية الموظف العراقي التي تبلغ طبقا للإحصائيات 10 دقائق في اليوم. هناك من يرى أن هذه النسبة غير معقولة لأن الموظفين يداومون 8 ساعات وبعضهم يعمل تقريبا طوال وقت الدوام. هذا صحيح لكن النسبة تم تحديدها بالقياس الى أعداد الموظفين (نحو 4 ملايين موظف) على ساعات اليوم. السؤال هو كم موظف فضائي من بين الأربعة ملايين؟ كم موظف يداوم
“نص دوام” أو “سطر وسطر” أو يدفع جزء من راتبه ومايداوم أصلا؟ كم موظف “يسخت”, ومفهوم التسخيت هو المجئ متأخرا, إنفاق وقت غير قصير في تناول “الريوك” ووقت أطول في أداء الصلاة. كل هذه الأمور تحتاج الى إجراءات حكومية حازمة في النهاية.
الأمر الأكثر طرافة في سياق الترشيق هو القرار الذي إتخذته وزارة الدفاع بالبدء بترشيق الضباط من ملازم أول فما فوق. ولأن الكروش بدأت تمتد من كبار الضباط الى صغارهم لأسباب يطول شرحها فمن الواضح إنهم “لزموهم من أيديهم التي توجعهم” وهي الترقية. لا يترقى أصحاب الكروش. الدولة أيضا أتخمت بألقاب ما أنزل الله بها من سلطان لا علاقة لها بسياقات عمل الدولة والحكومات. فطبقا لما قرأناه فإن وزير الداخلية الغى الألقاب المتداولة بين موظفي وزارته وغالبا موجودة في كل الوزارات مثل “حجي, الغالي, الباشا, الكبير, العزيز, خالو” وأستطيع أن أضيف الى سلسلة هذه الألقاب “الضلع” وغالبا “من الدنكة للدنكة”.
هذه كلها وسواها من الممارسات اليومية المخلة بشرف الوظيفة تحتاج الى حزمة إجراءات. فالوظيفة تكليف لا تشريف بينما ثمة من يجعل منها من بين المسؤولين “كنتاكي وتشريب”. الأمثلة بشأن ذلك لاتعد ولا تحصى. وإنطلاقا من هذا كله فإننا إذا أردنا موظفا منتجا بدءا من دوائر المرور والضرائب والكمارك وعقارات الدولة وإنتهاء بالمنافذ والمعامل والمصانع والمزارع “تره الفلاح هم مشمول صاير دشداشة بيضا ويشماغ أحمر” ويريد إنتاج, أقول إذا أردنا ذلك فالترشيق يبدأ بالكروش والعروش داخل الدوائر والمؤسسات. لا حجي بعد اليوم الإ في الجامع. ولا غالي ولا عزيز ولا خالو الإ في رضا علوان وقهوة وكتاب والبيروتي والشابندر. الدولة دولة ومؤسساتها مهابة مثلما هو يفترض. ما أسهل تطبيق القانون. كل الذي يحتاجه يحتاج قرار وعين حمراء. السوداني أعطى الضوء الأخضر للعين الحمراء.