أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن، اليوم الثلاثاء، أن العملية العسكرية في شمال سوريا ضد “التنظيمات الإرهابية” قد تنطلق في أي وقت.
وأضاف، أنه “يمكن تنفيذ العملية العسكرية بعدة طرق، وأنقرة هي من سيحدد موعدها وطريقة تنفيذها”.
وتابع، “العمليات العسكرية في الشمال السوري من شأنها المحافظة على وحدة الأراضي السورية”.
وشدد كالن، على أن تركيا “لا تأخذ إذنا من أي جهة لمعالجة مخاوفها الأمنية، ولا تخضع للمساءلة من أي كان”.
وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، أرام حنا، إن “قسد” تجري لقاءات مع الجانب الروسي ضمن ما وصفها بمساعي خفض التصعيد في إطار الحفاظ على الاستقرار ومنع وقوع أي تدخل عسكري تركي في شمالي سوريا.
ونفى حنا أن تكون قوات سوريا الديمقراطية، التي تتألف غالبيتها من عناصر كردية سورية، أن تكون قبلت بشروط وضعتها أنقرة.
وتتضمن الشروط التركية وفقاَ لحنا “انسحاب (قسد) لمسافة ثلاثين كيلو مترا بعيدا عن الحدود مع تركيا بالإضافة لتسليم قياديين من حزب العمال الكردستاني في سوريا، وأما نشر نقاط للجيش التركي وكاميرات مراقبة على طول الحدود السورية التركية، أو تسليم كامل المنطقة للجيش السوري.
وقال مسؤولون أتراك، يوم الإثنين، إن الجيش لا يحتاج إلا لأيام قليلة ليكون جاهزا لعملية توغل بري في شمال سوريا.
ويأتي الإعلان التركي في الوقت الذي تقصف فيه القوات التركية فصائل مسلحة كردية عبر الحدود.
وتقصف مدافع “هاوتزر” يتم إطلاقها يوميا من تركيا أهدافا لوحدات حماية الشعب الكردية منذ أسبوع، بينما تنفذ طائرات حربية غارات جوية.
ويأتي التصعيد التركي بعد تفجير أسفر عن سقوط قتلى في إسطنبول قبل أسبوعين وأنحت أنقرة باللوم فيه على وحدات حماية الشعب الكردية.
ونفت الجماعة الكردية مسؤوليتها عن الهجوم، وردت في بعض الأحيان على الهجمات عبر الحدود بقصف بقذائف المورتر.
وفق مسؤول كبير “القوات المسلحة التركية بحاجة إلى بضعة أيام فقط لتصبح جاهزة بشكل كامل تقريبا”.
وأكد المسؤول أن العملية “لن تستغرق وقتا طويلا حتى تبدأ. الأمر يتوقف فحسب على إصدار الرئيس رجب طيب أردوغان للأمر”.
ونقلت “رويترز” عن مسؤول تركي آخر قوله قبل الاجتماع “كل الاستعدادات كاملة. الآن ينتظر الأمر القرار السياسي”.
وسبق أن نفذت تركيا توغلات عسكرية في سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية، إذ تعتبرها جناحا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أنه جماعة إرهابية.
وصدرت عن أردوغان تصريحات سابقة قال فيها إن تركيا ستشن عملية برية في الوقت المناسب لتأمين حدودها الجنوبية.
في أيار/مايو الفائت، أعلن أردوغان أن تركيا ستشن قريبا عملية عسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، لكن مثل هذه العملية لم تتحقق في ذلك الوقت.
وقال المسؤول التركي الأول إن عملية برية تستهدف مناطق منبج وكوباني عين العرب وتل رفعت باتت حتمية لربط المناطق التي دخلت تحت سيطرة تركيا عام 2016.
وبيّن المسؤول أن أنقرة أجرت اتصالات مع موسكو وواشنطن بشأن أنشطتها العسكرية.
وأبلغت الولايات المتحدة تركيا، العضو بحلف شمال الأطلسي، بأن لديها مخاوف بالغة من أن يؤثر التصعيد العسكري على الهدف المتمثل في مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا.
وطلبت روسيا من تركيا الامتناع عن شن هجوم بري شامل.
وأفادت وزارة الدفاع اليوم الاثنين بأن الجيش التركي نجح في “تحييد” 14 مقاتلا من وحدات حماية الشعب الكردية كانوا يستعدون لشن هجمات في مناطق سورية واقعة تحت السيطرة التركية.
وأكدت الوزارة يوم السبت مقتل ثلاثة جنود أتراك في شمال العراق حيث يقوم الجيش بعملية ضد حزب العمال الكردستاني منذ أبريل.
كما ونُقل عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الذي سافر إلى منطقة الحدود مع العراق، أنه أبلغ قادة عسكريين يوم الأحد بأن تركيا سوف “تستكمل” المهمة.