تعتزم دار الساقي -أكبر دار لبيع الكتب في الشرق الأوسط ومقرها لندن- إغلاق أبوابها في نهاية الشهر الجاري بعد 44 عامًا من خدمة الكتاب العربي؛ بسبب “التحديات الاقتصادية الصعبة”.
وكانت هذه الدار على مدى عقود من الزمن ملجأ العرب والباحثين عن أفضل الروايات العربية في بريطانيا.
وفي هذا الشأن صرَّحت سلوى غاسبارد مالكة دار الساقي ومديرتها لصحيفة ذا ناشيونال قائلة: إن أسعار استيراد المنتجات من الخارج آخذة في الارتفاع، ما يضع الدار تحت ضغوط متزايدة.
وقالت: “انعكست عمليات الإغلاق المختلفة والانهيار اللاحق لسلاسل التوريد سلبًا على العديد من الشركات المستقلة، وينطبق هذا الأمر على مكتبتنا. ولكن بصفتنا بائعي كتب نستورد مخزوننا من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كان علينا أيضًا مواجهة الزيادات الحادة في أسعار الكتب العربية ورسوم الشحن وأسعار الصرف”.
يُذكَر أن دار الساقي تأسست على يد أندريه وسلوى غاسبار مع صديقتهما الراحلة مي غصوب في عام 1978. استقروا في العاصمة البريطانية قادمين من بيروت بعد أن مزقتها الحرب، وافتتحوا المكتبة في “بايزواتر” لإبراز سوق ليست باللغة الإنجليزية بل توفر كتبًا عربية.
واجهت المكتبة تحديات مختلفة على مر السنين، بدءًا من حملات الرقابة، وتحطيم نوافذ المتجر بعد قضية سلمان رشدي، وأثناء حرب العراق عام 2003، وتلف المخزون؛ بسبب قصف أحد المستودعات والحصار البحري خلال حرب لبنان عام 2006. وفي تموز/يوليو 2021 غمرت المياه الدَّور السفلي للمتجر، وأتلفت مئات الكتب. وأطلقت المكتبة حملة تمويل جماعي لتصل قيمة التبرعات إلى 15 ألف باوند خلال 48 ساعة، وقد حصلت على دعم كثير من محبيها، ومنهم ماري بيرد الكاتبة الحائزة على جائزة ولفسون.