أبعاد- الكاتب: قاسم العجرش
عراق ما بعد 2003 ما يزال في طور التاسيس، وهذا يقتضي ان نتعاون مع دول ليس لديها أطماع جغرافية؛ في بلدنا الذي يمتلك موقعا جغرافيا مائزا، كان وبالا علينا على مر العصور.
الصين دولة واضحة في هذا الصدد..إذ تنحصر إهتماماتها بالشأن التجاري الأقتصادي بكل أبعاده..في حين أن بلدان؛ مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، تريد مواطيء قدم عسكرية، في اي بلد تقيم معه علاقة أقتصادية ، بل أن تلك الدول غالبا ما تقيم تلك العلاقات؛ تحت تهديد القوة العسكرية الغاشمة.
دول الأتحاد الأوربي؛ تريد إقامة علاقات أقتصادية قوية مع العراق، لكنها تريد نشر ثقافتها في اي بلد تقيم معه علاقات أقتصادية، فلسفتها في ذلك؛ أنها تحمي وجودها الأقتصادي بخلق بيئة ثقافية موالية لها، مع ما يترتب على ذلك من إصطدام مجتمعي ومعرفي وحضاري.
الحقيقة أنه لا يوجد تعاون؛ تمكن مقارنته بالتعاون الصيني، فهو تعاون مثالي مثمر من جميع الأوجه، وتعد الصين أحد الرواد الأوائل، الذين وضعوا حجر الأساس لإقامة علاقات متوازنة، خالية من الأهداف الأستعمارية، وهو ما يضع تلك العلاقات على سكة المقبولية.
صحيح أن العلاقات الأقتصادية مع الصين؛ ستكون بفائض كبير لصالح الصين، لكن الصحيح أيضا أن هذا الفائض، سيكون على الأرض العراقية على شكل بنى تحتية وموجودات؛ ستكون عائداتها التشغيلية لصالح العراق، وسيتحول النفط العراقي المصدر الى الصين؛ الى طرق وقطارات ومطارات وإتصالات وجامعات ومدارس في العراق، بدلا من أن تتحول العائدات؛ الى فتيات ليل وخمور وملاهي وترف متطرف، بعد أن يستحوذ عليها الفاسدين من السياسيين ورجال الأعمال العراقيين.
بعلاقات أقتصادية مع الصين، ستتغير ملامح الدورة الأقتصادية العراقية، وسيكون لها وبسرعة، مردودات سيلمسها الفقراء خصوصا، على شكل فرص عمل جبارة، ورخاء واضح، ووفرة في الناتج المحلي، وتراجع مفرح في مخرجات الفساد.
دخول العراق القوي؛ في مشاريع مبادرة الحزام والطريق، في مجال البنى التحتية والربط الإقليمي والدولي، ستكون له آثار كبيرة، بعضها في تصورنا الآني، لكن بعضها وبشكل إيجابي لا يمكن تصوره..!
ستنشأ مدن جديدة، ونشاطات لم يعرفها الأقتصاد العراقي سابقا، وكلما تحسن الوضع الأقتصادي في العراق، ستبرز الى الوجود حياة جديدة؛ لم نكن نتصورها..
سيختفي “العتاكة”، وستزول العشوائيات، ولن يتدافع شبابنا على التعيين في سلك الشرطة، وستنشأ مهن وحرف جديدة، وسنحتاج الى ملايين الأيدي العاملة، وسيتغير شكل مساكننا، وملابسنا، وطريقة تفكيرنا، وسنكون حريصين على تعليم أولادنا وبناتنا معارف جيدة، وسيكون للعلم مكانة مهمة في حياتنا بدلا من جلسات الأركيلة المقززة، التي منحتها لنا ثقافة الإستهلاك الغربية..
قبل هذا وذاك، فإن العلاقات العراقية الصينية؛ تتسم بسمات وخصائص؛ تاريخية وسياسية وإقتصادية وتجارية؛ جعلتها تختلف عن علاقات الصين، بأي بلد آخر في المنطقة، ومن أبرز تلك الخصائص الأسس التي تستند عليها..
كلام قبل السلام : وستستعيد ذاكرتنا الحديث النبوي الشريف الذي انستناه أم ر ي كا: أطلب العلم ولو في الصين..!
سلام..