تقرير – أبعاد
شنت عصابات داعش بعد مضي أقل من اسبوع على تعرض قضاء الطارمية شمالي العاصمة بغداد والذي تسبب بسقوط 8 منتسبين أمنيين بين شهيد وجرح، هجوما نوعيا جديدا في محافظة كركوك، اليوم الاحد، مُخلفا 9 شهداء وجريح آخر بينهم ضابط برتبة رائد.
وتحاول عصابات داعش ارسال رسائل تسوق من خلالها عملياتها الارهابية الى المحيط الدولي والاعلام العالمي في محاولة لأثبات الوجود، فيما عزا مختصون أسباب تكرار الخروقات الامنية الى ضعف التنسيق وغياب التعاون الدولي.
وأعلنت عصابات داعش الإرهابية قبل ساعات، تبنيها هجوم كركوك، الذي استهدف عناصر للشرطة الاتحادية.
ويقول مصدر أمني لـ”ابعاد” إن “عبوة ناسفة انفجرت مستهدفة عجلتين للدورية أحداهما ناقلة جنود والأخرى عجلة عسكرية نوع (همر) في ناحية الرياض التابعة لقضاء الحويجة جنوب غرب كركوك”.
وأضاف، أن “التفجير أسفر عن 9 شهداء من المنتسبين بينهم ضابط برتبة رائد، وإصابة آخر”.
واشار المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، الى أن “قوة امنية اشتبكت مع مجموعة إرهابية وتمكنت من أحدهم بالقرب من مكان التفجير”، مشيرا الى أن “القوة شرعت بعملية تفتيش كبيرة في المنطقة بحثا عن مسلحين اخرين”.
ووجه القائد القام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، بعد الحادثة، بتشكيل مجلس تحقيقي، وقال المتحدث باسم القائد العام يحيى رسول في بيان تلقته “أبعاد” ، إن “عملاً ارهابياً جباناً، ادى الى استشهاد ضابط برتبة رائد وعدد من المنتسبين بانفجار عبوة ناسفة على دورية تابعة لقوات الشرطة الاتحادية اللواء الآلي الثاني في قرية علي السلطان بناحية الرياض في كركوك”.
وأضاف: “بعد اطلاع القائد العام للقوات المسلحة على مجريات الحادث وجه بملاحقة العناصر الإرهابية التي أقدمت على هذا العمل الارهابي الجبان والقصاص العادل والعاجل منهم”، مشيراً الى ان” العناصر الإرهابية لجأت إلى اساليب خبيثة بعد أن تلقت ضربات موجعة على يد القوات الأمنية”.
ووجه القائد العام بحسب البيان، القطعات الامنية بالانتباه وتفتيش الطرق بشكل دقيق وعدم إعطاء فرصة للعناصر الإرهابية، كما وجه أيضاً بتشكيل مجلس تحقيقي بهذا الحادث الإرهابي”.
ويقول عضو لجنة الامن والدفاع النيابية ياسر إسكندر وتوت في حديث صحفي إن “هنالك نوع من عدم التنسيق بين القيادات الماسكة لمثلث كركوك وديالى وصلاح الدين “، مبينا ان “استمرار التعرضات في هذه المناطق سببه الفراغ الأمني في الحدود الفاصلة بين تلك المحافظات”.
وتابع، “يتحتم على القيادات مع العمليات المشتركة بأن يكون هنالك تنسيق من اجل تأمين الفراغ الأمني في تلك لضمان عدم تكرار الخروقات الأمنية التي تحدث داخل هذه المحافظات”.
وشدد وتوت على، “ضرورة عقد اجتماع بين العمليات المشتركة ورئاسة اركان الجيش والقائد العام للقوات المسلحة من اجل الشروع في خطة جديدة لحل الفراغ الأمني في تلك المناطق”، مشيرا الى ان هنالك نقص في القطعات العسكرية في تلك المحافظات”.
بدوره، يقول الباحث بالشأن الأمني فاضل أبو رغيف في حديث صحفي تابعته “ابعاد”، إن “كركوك ذات بيئة معقدة ومزعجة لا سيما وادي الشاي، ووادي زغيتون، ووادي وام الخناجر، ووادي كحيطان”.
وأضاف ابو رغيف، أن “هذه الوديان خطرة جدا وتمثل مخبئ لعصابات داعش الارهابية، إذ يبدأ بها نشاطاته”.
واشار الباحث الامني، أن “السيطرة على تلك الوديان لا يمكن بدون استخدام الطائرات الحربية والمسيرة”، مشددا على “ضرورة تكثيف الجهد الاستخباري”.
وأكد، “ضرورة التنسيق بين القطاعات، لسد الثغرات، وتكثيف الدوريات الامنية، ونصب سيطرات مفاجئة، وتجنيد عدد من اهالي المحافظة كمصدر أمني لمعلومات العصابات الارهابية”.
وأشار ابو رغيف الى، أن “عصابات داعش تحاول من خلال شن عمليات نوعية، اثبات وجودها، وتسويق تلك العمليات الى اتباعهم والى المحيط الدولي والاعلام العالمي”.
إلى ذلك، وجه قائد المقر المتقدم للعمليات المشتركة في كركوك، اللواء الركن جبار نعيمة الطائي، القوات الأمنية بملاحقة منفذي جريمة استهداف دورية للشرطة الاتحادية.
وقال الطائي، إن “الجريمة البشعة التي ارتكبتها المجاميع الإرهابية تجاه دورية للشرطة الاتحادية في كركوك لن تمر مرور الكرام”، مبينا، أن “قيادة المقر المتقدم وجهت القوات الأمنية بأخذ الحيطة والحذر في تلك المناطق وإطلاق عملية بحث واسعة للقضاء على الفلول الإرهابية”.
وأضاف، أن “المناطق الممتدة من الصفرة باتجاه سلسلة جبال حمرين تمتاز بتنوع الأرض و وعورتها، لذلك تستغلها العصابات الإرهابية في شن هجماتها على القوات الأمنية”، معاهداً “عوائل الشهداء بالاقتصاص من المجرمين في القريب العاجل”.
يذكر أن العراق أعلن النصر على داعش في العام 2017، لكن عناصر التنظيم الارهابي لا يزالون ينشطون في مناطق ريفية ونائية، لا سيما في كركوك وصلاح الدين وديالى.