أبعاد- الكاتب.. حمزة مصطفى ||
كتبت تغريدة على تويتر قبل يومين قلت فيها “الأرجنتين فازت. مبارك ميسي. بس إحنه محتفلين ونرقص بالشوارع على شنو. عم وليد خال بنية. آني سامع الكرعة تتباهى بشعر أختها بس مو بشعر الإرجنتين”. جاءت التعليقات كالعادة متباينة مع أرجحية واضحة مع وجهة نظري. سوف أؤجل تبريري لوجهة نظري وأركز على الآراء المعارضة لما طرحته. فهناك من رأى أن هذا أمر طبيعي بالنسبة لجمهور الكرة في العالم لاسيما أن الإحتفالات بفوز الأرجنتين بالكأس للمرة الثالثة شملت بلدان عديدة لا العراق فقط. وهناك من رأي أن المستهدف الأبرز بهذه الإحتفالات الجماهيرية العفوية هو ليون ميسي وليس المنتخب الأرجنتيني بالضرورة بإعتبار ميسي عابر للمنتخبات. فريق ثالث بدا ساخرا متهكما وهو يربط بين الإرجنتين الدولة التي تنتمي الى القارة اللاتينية وبين الأرجنتين الأخرى التي دخلت حيز الخطاب السياسي العراقي مؤخرا.
لست بصدد الإعتذار عن التغريدة مع أن هناك من يرى أن الإعتذار شجاعة خصوصا
إنني شخصيا أحب ميسي أيام كان برشلونيا. وحيث أن ميسي خرج من برشلونة وذهب الى نادي آخر لست من مشجعيه فقد أصبحت من أيتام ميسي البرشلوني. ولذلك حين رأيته يرتدي العباءة العربية التي تحمل رمزية خاصة بالنسبة لنا كعرب شعرت بالفخر بأن “إبن الملحة” الإرجنتينية حمل على كتفه عباءتنا وبين بيديه حمل كأس العالم. بالمناسبة والدة ميسي ملحة بالفعل فلقد رأيناها تعانقه في الملعب بلقطة أخرى جعلتنا نتمسك بهذا الولد الأسري لا من جماعة شعار الميم الذين إندحروا في هذا المونديال الرجولي بإمتياز. ولعل في مقدمة المهزومين المنتخب الفرنسي حيث أعلن رئيس إتحادهم إنهم في حال فوزهم سيرفعون شعار المثليين. خيبت أقدام ميسي الذهبية آمالهم ورجعوا الى بلادهم مع رئيسهم الذي رابط في الفندق لعدة أيام وأقدامهم “تخط حيرة وندم”.
ولابد من الإشارة هنا الى موقف دولة قطر وأميرها الشاب تميم بن حمد ال ثاني مما أرادت بعض الجهات بمن فيها الفيفا نفسها تسويقه, وأقصد هنا تحديدا شعار المثلية, عبر هذا المهرجان العالمي الأكبر. ولولا إصرار قطر على موقف مسؤول لربما أصبح هذا الشعار حقيقة واقعة ونجحت الجهات الدولية رسمية أو غير رسمية ممن تؤيد هذا الإنحراف الخطير في منظومة القيم وفي الفطرة البشرية. ليس هذا فقط فإن إرادة الله سبحانه وتعالى تجلت في أمر في غاية الأهمية بأن المنتخب الفرنسي الذي أعلن إنه سيرفع هذا الشعار في حال فوزه بالبطولة فلو كان حصل هذا حيث أن لقطة الفوز لايمكن مصادرتها لكانوا حققوا الجزء الأكبر مما كانوا يخططون له. غير أن الرياح جرت بما لاتشتهي سفنهم. الأمر لم يتوقف عند خسارتهم البطولة هم وغيرهم من العديد من المنتخبات ومن بينها المنتخب الألماني الذي ذاق طعم الهزيمة مبكرا بعد أن أغلق لاعبوه أفواههم وفتحوا مؤخراتهم مثلما قلت في مقال سابق. أقول لم يتوقف الأمر عند هذا الحد, بل كانت المفاجأة التي لم تكن متوقعة وهي حرص القطريين على تصميم عباءة خاصة لميسي وكأن هناك شعورا مسبقا بأن فريقه هو من يفوز وميسي هو من سيرتدي هذه العباءة التي هي رمز الأصالة العربية. ومع أن هناك من ينظر اليها بوصفها جزء من تراث أصبح قديما في ظل الحداثة فإن إرتداء ميسي الفائز الأول في البطولة الأكثر حضورا عالميا وبحضور مخترع تقنيات المستقبل أيلون ماسك كرس مفهوم التلازم بين الأصالة والمعاصرة بنسخته النظيفة لا بتلك القذارات التي هزم أصحابها شر هزيمة في المستطيل الأخضر وفي ضمائر الناس في أنحاء المعمورة.