اكتشف العلماء الفرنسيون أن الرخويات ذات الصدفتين التي تعيش في المياه العذبة يمكن أن تتراكم فيها بقايا الحمض النووي الريبي من فيروس كورونا.
وقال العلماء إن “الرخويات ذات الصدفتين تستخدم على مدى أعوام عديدة لرصد تلوث المياه ونسبة مسببات الأمراض البكتيرية فيها. وقد أظهر بحثنا أن نوعا واحدا على الأقل من أنواع الرخويات وهو (Dreissena polymorpha) النهري بمقدوره التقاط أجزاء من جينوم “كوفيد – 19″ في الأنهار والصرف الصحي”.
وقد علم الباحثون في الأسابيع الأولى لوباء فيروس كورونا أنه يمكن أن يحضر العديد من الجزيئات من فيروس كورونا في النفايات البيولوجية للبشر. ويعتقد الباحثون أن هذا الأمر هو سبب بعض الإصابات في سنغافورة، والتي كان مصدرها خلل في نظام تهوية المراحيض.
وقد أظهرت الدراسات أن جزيئات فيروس كورونا غالبا ما تدخل مياه الصرف الصحي وتبقى هناك على مدى أسابيع. إلا أن بعض العلماء يشكون في قدرتها على إثارة إصابات عديدة من مرض “كوفيد – 19” في المدن والأنظمة البيئية
وقرر فريق من العلماء برئاسة، أنطوان لو جيرنيك، من جامعة ريمس أن لإجراء مثل هذه الدراسات، يمكن استخدام الرخويات ذات الصدفتين التي تم جلبها بالخطأ إلى أوروبا الغربية من روسيا وأوكرانيا في أوائل القرن التاسع عشر.
وتقوم رخويات المياه العذبة هذه بحثا عن الطعام بتصفية المياه، مما يؤدي إلى تراكم العديد من المواد المختلفة في أجسامها، بما في ذلك السموم والمعادن الثقيلة. لذلك، يمكن استخدامها كمؤشرات طبيعية لتلوث المياه، وكذلك لتتبع كيفية تغير الكائنات الدقيقة في الأحواض المائية.
وقد تأكد العلماء من قدرة الرخويات (Dreissena polymorpha) على التقاط جزيئات فيروس كورونا من الأنهر ومياه الصرف الصحي وذلك بعد أن قاموا بإنماء مستعمرة من تلك الرخويات في المختبر وعرفوا أن جزيئات فيروس كورونا تظهر بالفعل في أجسامها حين وضعوها في مياه الصرف الصحي لمدينتي باريس وريمس.
ويجعل كل هذا، حسب جيرنيك وزملائه، رخويات Dreissena polymorpha أكثر الأدوات ملاءمة لمراقبة انتشار فيروس كورونا في المدن الكبيرة، وكذلك لدراسة تأثيره المحتمل على النظم البيئية الطبيعية.