الزمان: منتصف شهر كانون الأول من كل عام، المكان: أينما حللت وقعت عيناك، الحدث: رأس السنة الميلادية، احتفالاتٌ، اغاني، اطلاقاتٌ نارية، صخبٌ وضجيج يملأ العالم دوياً، إسرافٌ وتبذير لا مثيل له على طول الكرة الأرضية وعرضها، حيث تنفق تريليونات من الأموال على مناسبة تم أحكام تكذيبها، و حَبك اسطورتها عمدة إلى حذف المسيح منها ووضع سانتا كلوز( وبابا نوئيل) مكانه.
الكثير من المسلمين تماشياً مع أجواء الرأي العام ووفقاً لمقولة ( حشرٌ مع ناس عيد) يحتفلون بأعياد رأس السنة الميلادية احتفالا مبالغاً وغير مبرّر، تختصر الآية الكريمة حالهم ( أنما الحياة الدنيا لعبٌ ولهوٌ وزينةٌ وتفاخر بينكم في الأموال والأولاد…)
إلى أين يا أمة الإسلام بهذا الانحطاط والتقليد للثقافات الغربية التى هتكت كل المعايير السماوية الالهية التي جاء بها الانبياء والمرسلين، والتي يُندى لها جبين كل حرٌ شريف، ليلة رأس السنة عند من غابت عنهم البصيرة والدراية هي ليلة الخطيئة وحصاد الشيطان لسنة كاملة، لما تضمنتهُ من أجواء الفسق والفجور وحفلات الرقص وشرب الخمر واختلاط النساء والرجال في المولات والشوارع، ناهيك عن القمامة التي ملأت شوارعنا، والدخان الذي غطى اجوائنا ( شنوا بلة..! خلونا نعيش لا تتفلسفون براسنا ) ثقافات دخيلة ما انزل الله بها من سلطان.
وعليه ينبغي لكل إنسان مؤمن ذو بصيرة ان يقف وقفة تأمل ومحاسبة مع ذاتهِ، ليعرف الثمرة من حياتهِ التي مضت، ويستغفر الله تعالى من ذنوبهِ ويشكره على طاعته، فهذا الامام زين العابدين صلوات الله عليه يعلمنا كيف نتعامل مع بقية العمر ( اللهم ان كان عمري مرتعاَ للشيطان فاقبضني اليك قبل أن يسبق مقتك الي أو يستحكم غضبك عليّ ) فهذه الايام تمر سريعاً والعمر في نقصان، ولنعلم ان رأس السنة هي الوداع لسنة قدرحلت بلا رجعة واستقبال سنة جديدة فماذا أعددنا لها.
أبعاد- الكاتب- نور الدراجي ||