أبعاد
إياد الإمارة ||
يُحسن أبناء قومي إنشاء سرديات مطولة يتناولون فيها همومهم وآهاتهم ومشاكلهم تكاد تصلح روايات أو مسرحيات تراجيدية قد ننتنافس فيها لنيل جوائز عالمية!
وهذه الظاهرة العراقية ليست سلبية فهي تُثبت قدرة العراقي “العظيمة” على التشخيص، وقبل أن تنتفخ أوداجنا “ونتمرجل” على الناس فأن هذه الظاهرة ليست كافية لتغيير واقعنا المزري الذي نعيشه بل لعلها تكون -في أغلب الأحيان العراقية- وبالاً ومصيبة لأننا صرنا نطرب مجرد طرب لهذه السرديات البكائية ونجد أن الراحة كل الراحة في أن نسرد فقط!
عندما يزورنا أو نزور المسؤول صاحب القرار أو له تأثير عليه نقابله بأصوات أرهقها الأسى لنسرد عليها بكائياتنا المطولة “نسطره سطر” ولا ندون .. لا نُحسنُ تقديم طلب واحد يرفع عنا هذه الآهات التي نسردها، ثم نعود إلى بيوتنا منتشين وقد أصبحت هذه السردية البكائية هي كل الإنجاز الذي لم يبلغ حتى الآن مرحلة “سرد” حل واحد!
وعندما تُطالب السادة الساردين بتقديم الحلول أو طلبات مكتوبة تُتهم وتُشن الحملات عليك حد الإفتراء لأنك تقطع نشوة السرد البكائي الذي يمتع السارد وينتشي به ويُرضي ما يُرضي في داخله!
صدقوني يا سادة يا كرام ويا أهل السرد والثرد “بالماعون وبصف الماعون” إن بعض مسؤولينا أو أغلبهم يُحسن السرد والثرد أفضل منا بكثير فهو أكثر إطلاعاً على أشياء كثيرة لا نحيط بها علما..
وهو في الغالب لا يعرف الحل..
نعم لا يعرف الحل..
مسؤولنا ليس مسؤولاً..
لعل:
الوراثة
القرابة
“اللواگة”
الصدفة
وووووو
جعلت منه مسؤولاً
ولا يملك من معايير التنصيب معياراً واحداً إلا “العيارة”..
لذا يجب علينا أن نجد ونجتهد في البحث عن حلول:
واقعية
يمكن تحقيقها
ونرغم مسؤولنا على التنفيذ بكل ما أوتينا من قوة ومن رباط الخيل..
هذه الطريقة وحدها كفيلة بإنتشالنا من واقعنا المزري الذي نعيشه.