تقريرـ أبعاد
شهدت البلاد موجة امطار شديدة في المناطق الشمالية والوسطى والجنوبية التي ساهمت في تعزير الخزين المائي بنسبة 25% “، إذ أكدت وزارة الموارد المائية، أن الأمطار حققت انتعاشاً في الخزين المائي وريَّات متفرقة.
وقال المتحدث باسم الوزارة، خالد شمال، في تصريح تابعته “أبعاد”، إن “المفاوضات مستمرة مع دول المنبع بشأن حصة العراق المائية، لكن لا توجد حتى الآن اتفاقية”.
وأوضح شمال، أن “الأمطار التي شهدتها البلاد، لم تؤمن بشكل كامل احتياجات الصيف المقبل، لكنها حققت انتعاشاً بسيطاً في الخزين المائي، وريات متفرقة، ما خففت الطلب على خزين الدولة”.
وأشار إلى، أن “الوزارة لديها مشاريع مهمة ضمن موازنة العام 2023، منها مشروع الري بالأنابيب (الري الحديث)، بالإضافة إلى موضوع الدراسات الستراتيجية لتحسين أداء مشاريع الري، فضلاً عن مشاريع الاستصلاح ومشاريع سدود حصاد المياه”.
بدوره، يقول المتحدث باسم وزارة الموارد المائية علي راضي في تصريح تابعته “أبعاد”، إن “وزارة الموارد المائية لديها خطط مسبقة لاستغلال مياه الامطار والسيول المتدفقة من دول الجوار”.
واضاف ان ” الامطار التي سقطت خلال الموجات الثلاثة الماضية عززت الخزين المائي بنسبة 25% “، مشيرا الى انه “ما يتحقق من خزين مائي يخدم جميع المحافظات ونستهدف المناطق المتضررة بشكل خاص في مياه السيول”.
وبين، “قمنا بتوجيه مياه السيول لمناطق خزن المياه والسدود والبحيرات للاستفادة منها رغم محدوديتها”، مضيفا انه “وجهنا بعض مياه السيول الى شط العرب لتحسين البيئة و لدفع اللسان الملحي”.
واكد ان ” وزارة الموارد عازمة على الاستمرار في انعاش مناطق الاهوار لإعادة سكانها”، منوها “وجهنا بعض مياه السيول والامطار الى الانهر والمناطق التي تعاني من شحة مائية خصوصا مناطق الاهوار “.
واشار الى ان “مياه الامطار والسيول وصلت لجميع الاهوار من ضمنها هور الحويزة و الاهوار الوسطى و هور الحمّار”، مبينا “نسبة الغمر في الاهوار بعد الامطار والسيول الأخيرة تراوحت أكثر من 60%”.
وتابع، “السياحة في الأهوار عادت مرة أخرى بفضل الأمطار الأخيرة”، مردفا الى ان “حققت الوزارة الغالية المرجوة بكميات الامطار الاخيرة والخزين المائي بمستويات منخفضة”.
ولفت الى ان “نتأمل بموجات مطرية في المناطق الشمالية والتي ستعزز الخزين المائي بشكل اكبر”.
من جانبه، يقول مدير مديرية الموارد المائية في محافظة البصرة جمعة شياع في تصريح صحفي تابعته “أبعاد”، إن” كميات الأمطار التي هطلت على المحافظة سيتم تصريفها إلى الأهوار، والاستفادة منها لتقليل نسبة المد الملحي، وأسهمت وخففت ضغط الأملاح في الإرواء”.
وأضاف، أن” كميات الأمطار المتساقطة في محافظة البصرة وخلال 24 ساعة الماضية قد تباينت كمياتها وشدتها ونسبتها من منطقة إلى أخرى حيث بلغت كالآتي: مركز محافظة البصرة (20 ملم)، أما في قضاء القرنة ( 8 ملم )، وفي قضاء أبي الخصيب ( 29،4 ملم )، في حين بلغت كمية الأمطار في قضاء الفاو ( 23،6 ملم )”.
من جهته، يقول مدير إدارة مشاريع الأهوار والأراضي الرطبة في ميسان سلام سعدون في بيان تلقته “أبعاد”، إن “الوزارة استثمرت سقوط مياه الامطار وتحويلها الى هور الحويزة عن طريق مغذياته الثلاثة ( الحسيچي وأم الطوس و الزبير) أدى الى نسب أغمار مقبولة مقارنة بالأعوام السابقة”، مبيناً ان “هناك تنسيق عالِ بين مركز إنعاش الأهوار والأراضي الرطبة العراقية متمثلاً بإدارة مشاريع الأهوار والأراضي الرطبة في ميسان ومديرية الموارد المائية في المحافظة لضمان إستثمار مياه الأمطار لتعزيز الأهوار الجنوبية”.
وأشار الى أن “الاطلاقات المائية الناتجة عن سقوط الأمطار أثرت إيجاباً على الواقع البيئي والاحيائي للاهوار”، مؤكدا أن “مياه الأمطار ساهمت بتحسن الواقع الاقتصادي لسكان الاهوار الذي يعتمد على مصادر الصيد واستخدام العلف الخضري للمواشي .”
يذكر أن وزارة الموارد المائية تعمل على الإستثمار الأمثل لمياه الامطار لغرض زيادة الاطلاقات المائية باتجاه الاهوار العراقية التي عانت من الشحة خلال الفترة الماضية .
ويشار إلى أنّ مساحة الأهوار تفوق ستة عشر ألف كيلومتر مربع، وتمتدّ بين حدود العراق وإيران، إلّا أن الجزء الأكبر منها داخل العراق، وتشكّل حواجز جغرافية على تخوم مدن جنوبية كالناصرية والعمارة والبصرة. ووفقاً لبعض التقديرات فإنّ مساحة المناطق، التي ما زالت مغمورة بالماء، تقل عن ثلاثين في المائة من مساحة المنطقة على أحسن تقدير.
وقد سجّل العام الحالي نزوح عدد من العائلات من مناطق الأهوار بسبب الجفاف، إذ إنّها تعتمد على تربية الجواميس والمواشي وصيد السمك اللذين تأثّرا بالجفاف، فيما تأثّرت الزراعة بذلك أيضاً.