أبعاد
الكاتب- مهدي المولى ||
لا شك إن عبيد صدام وجحوشه لا زالوا يحنون الى عبودية صدام ولا زال الكثير منهم ينتظر عودته بل هناك من يعتقد إن صدام لم يعدم بل شبه لهم واعدم الشبيه أما صدام فلا زال حيا يراقب عبيده من هو الذي بقي مخلصا له ومن تنكر له وسيكرم الذي بقي مخلصا له ويعاقب الذي تنكر له.
قال أحد الصحفيين حاولت أن التقي بذوي الذين أعدمهم صدام من الذين خدموه وكانوا عبيدا له لفترة طويلة رفضوا وقالوا نخشى إن يعود صدام وحزبه الى الحكم ويعاقبنا فقلت لهم إن صدام أعدم ورمت أشلائه في أكوام الغمامة كما ترمى أي نتنة قذرة فهذا مستحيل.
فقالوا إن أزلامه الذين ينتظرون عودته بين الحين والآخر يأتون الينا ويهددونا الويل لكم إذا تكلمتم عن سلبيات ومفاسد وجرائم وموبقات صدام وأفراد عائلته وأبناء قريته.
أحد هؤلاء العبيد كتب مقال بعنوان الديمقراطية في العراق وهم ليس إلا.
ونحن نقول الديمقراطية ليس وهم بل حقيقة واضحة لكنك عبد والعبد لا يملك عقل فكل تفكيره محصور في سيده الغبي المستبد صدام وما يريده وما يسعى اليه لهذا فالديمقراطية لا يمكن فهمها إلا بعقل حر متفتح غير محتل ومقيد.
فالديمقراطية لا يمكن استيرادها من الخارج و إنما يخلقها الشعب حسب ظروفه والعراقيون في 9-4-2003 انتقلوا من العبودية الى الحرية ومن حكم الفرد الواحد الى التعددية الفكرية السياسية ومن دكتاتورية الفرد الواحد العائلة الواحدة الى حكم الديمقراطية الى حكم الشعب كل الشعب ومن البداوة القبلية الوحشية الى النزعة الإنسانية الحضارية الى حكم الدستور والقانون وحكم المؤسسات الدستورية والقانونية.
المؤسف أن العراقيين غير مهيئين لهذه المرحلة الجديدة كما ان عبيد صدام وجحوشه وأسيادهم الجدد آل سعود وكلابهم الوهابية القاعدة داعش لعبوا دورا فعالا في خلق العثرات والعراقيل من أجل إفشال الديمقراطية وتخريب العملية السياسية السلمية لأنهم كما اعترفوا بأنفسهم لا يطيقون العيش في ظل الحرية والديمقراطية لهذا يحنون الى العبودية الى الشعار الذي رفعه العبيد إذا قال صدام قال العراق وإذا حاول بعضنا الدخول في العملية السياسية فالواجب يتحتم عليه العمل من أجل إفشالها والقضاء عليها وذبح كل من يدعوا اليها.
نعم نحن العراقيين كنا ولا زلنا غير مهيئين للديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية لهذا يتطلب منا ان نبدأ بممارسة الديمقراطية والتجربة ومن الطبيعي سنجد صعوبات خاصة إذا كان أعداء الديمقراطية من عبيد صدام يتربصون بنا فالديمقراطية كالسباحة إذا لم ندخل البحر لنتعلم السباحة وإذا دخلنا البحر علينا أن نتأكد من عمق المكان الذي نحن فيه ويجب أن تكون لدينا الرغبة الصادقة وبالتدريج نتعلم السباحة ونكون سباحين ماهرين فكذلك الديمقراطية ومع ذلك نحن دخلنا بحر الديمقراطية وبدءنا بالممارسة رغم التحديات الكبيرة التي واجهتنا والمصاعب التي خلقها أعداء الشعب أعداء الديمقراطية سنتغلب على كل ذلك وسنبني الديمقراطية وسنكون مثال لكل من يريد السير في طريق الديمقراطية لكل شعب يريد الحياة الحرة التي ابتليت بطاغية مجرم كصدام وعبيده.
من العراقيل والعثرات التي يضعها عبيد صدام من أجل إفشال الديمقراطية في العراق أكاذيبهم وافتراءاتهم على الشعب العراقي وعلى الديمقراطية مثل منذ عشرين سنة والعراقيون يعيشون في ظل الديمقراطية ماذا جنوا غير المعانات التي تزداد يوما بعد يوم لم تحقق له أي شي يذكر والغريب يتهمون عهد الديمقراطية بانه وراء السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة والحرب الطائفية التي حلت بالعراق ويتجاهل الحقيقة بوقاحة إنهم أي عبيد صدام وراء ذلك عندما تحالفوا مع كلاب آل سعود الوهابية القاعدة وداعش واستقبلوهم مرحبين ومهللين بقدومهم وفتحوا لهم أبواب بيوتهم وفروج نسائهم وتعاونوا معهم في قتل العراقيين وتدمير العراق من أجل إعادة العراق والعراقيين الى عبودية الذل الى حكم الفرد الواحد العائلة الواحدة القرية الواحدة.
ومع ذلك فالعراق سائر بثقة وعزيمة وإصرار لبناء الحياة الحرة وخلق الإنسان الحر واجتثاث العبيد والعبودية من أرض العراق لأن العبيد والعبودية وباء من أشد الأوبئة خطرا على الحياة والإنسان لهذا لا يجوز التعامل معهم كبشر بل يتطلب التعامل معهم كوباء خطر.