احتدمت المعارك، بين القوات الأوكرانية والروسية في الشمال والشمال الشرقي لأوكرانيا، حيث تسعى موسكو إلى السيطرة على مدينة استراتيجية، وذلك قبل أن تُسلم دول غربية دبابات إلى كييف، التي قالت إن القتال أظهر حاجتها لمزيد من الأسلحة لدحر الجيش الروسي.
المعارك العنيفة تتركز في مدينة فوغليدار بشرق أوكرانيا، التي تحاول القوات الروسية السيطرة عليها، وقال مسؤول موالٍ لروسيا في منطقة دونيتسك، إيان غاغين، إن اشتباكات “خطيرة ووحشية” اندلعت على بعد 150 كيلومتراً من مدينة فوغليدار المنجمية، التي كان يسكنها 15 ألف نسمة قبل الهجوم الروسي، مشيراً إلى أن “القوات الروسية تمركزت في جنوب شرق المدينة وفي شرقها”.
من جهته، أكد المتحدث باسم الجيش الأوكراني للمنطقة الشرقية، سيرغي تشيريفاتي، اندلاع “معارك عنيفة”، مشدداً على أن القوات الروسية قد جرى صدّها.
تشيريفاتي أضاف في حديث متلفز أن “العدو يحاول بالفعل تحقيق نجاح في هذا القطاع، لكنه لا يحقق ذلك بفضل جهود قوات الدفاع الأوكرانية”. وقال إن “العدو يبالغ في مواجهة خسائره، العدو يتراجع”، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
أما زعيم انفصاليي دونيتسك، دينيس بوتشيلين، فقال إن “تطويق هذه المنطقة وتحريرها في المستقبل” من شأنهما “تغيير ميزان القوى على الجبهة” من خلال فتح الطريق أمام هجوم على بوكروفسك وكوراخوف، وهما منطقتان تقعان في أقصى الشمال.
كانت أوكرانيا قد أشارت الأسبوع الفائت إلى أن القوات الروسية كثفت هجماتها في الشرق، ولا سيما على فوغليدار، وكذلك على باخموت، التي شكّلت هدفاً لها منذ شهور، ووفقاً لمعهد دراسة الحرب، تسعى روسيا إلى “تشتيت” القوات الأوكرانية من أجل “تهيئة الظروف لعملية هجومية حاسمة”.
واستولى عسكريون روس وعناصر من مجموعة مرتزقة “فاغنر” على سوليدار، الواقعة شمال باخموت، وهو أول تقدّم يحرزونه منذ أشهر عدة، إثر سلسلة من الانتكاسات المهينة للكرملين.
يأتي هذا فيما تنتظر أوكرانيا تسلّم دبابات من حلفائها الغربيين، وقال فاديم أوميلشينكو، السفير الأوكراني لدى فرنسا، في مقابلة مع تلفزيون (بي.إف.إم)، الجمعة 27 يناير/كانون الثاني 2023، إن عدداً من الدول وعدت أوكرانيا بإرسال 321 دبابة ثقيلة.
بعد أسابيع من الجدل، قالت ألمانيا والولايات المتحدة، الأسبوع الفائت، إنهما سترسلان إلى أوكرانيا عشرات الدبابات الحديثة، للمساعدة في صد القوات الروسية، ما يفسح الطريق أمام آخرين ليحذوا حذوهما.
كذلك أعطت بولندا دفعة أخرى لأوكرانيا، بوعدها إرسال 60 دبابة، بالإضافة إلى 14 دبابة ليوبارد2 ألمانية الصنع، تعهدت بها بالفعل من قبل.
كما طلبت أوكرانيا أيضاً طائرات مقاتلة أمريكية من طراز إف 16، وقال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، إن الحكومة على علم بطلب أوكرانيا، لكنه أضاف “ليس لدينا أي أنظمة أسلحة إضافية لنتحدث عنها اليوم”.
من المتوقع على نطاق واسع أن يشن كلا الجانبين هجمات الربيع، رغم نصح واشنطن لأوكرانيا بالإحجام عن ذلك، حتى تتوافر أحدث الأسلحة والتدريب، وهي عملية يتوقع أن تستغرق بضعة أشهر.
وظلت الخطوط الأمامية ثابتة إلى حد كبير لمدة شهرين، مع محاولة روسيا كسب أراض في الشرق، بعد السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي هناك، وحماية ممر من الأراضي استولت عليه في جنوب أوكرانيا.
من جانبه، قال أولسكندر موسيينكو، رئيس مركز البحوث العسكرية والاستراتيجية في أوكرانيا، إن روسيا ترسل مزيداً من التعزيزات، أغلبها من قوات المشاة، لمنع تقدم أوكرانيا.
يُذكر أنه منذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا، ما دفع عواصم، في مقدمتها واشنطن، إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.