أبعاد
الكاتب- هيثم الخزعلي ||
عند استماعي لحديث السيد السوداني ليلة امس في قناة العراقية، وهو يتحدث عن استراتيجيته في تحقيق الأهداف التي أعلنها لبرنامجه الحكومي، الحقيقة اللقاء يحتاج عدد من المقالات لتغطية ما تم طرحه فيه من رؤية واستراتيجية لبلوغ الرؤية.. ولكني تناولت نموذجا مما يثبت ذلك..
وأبدأ من مكافحة الفقر حيث تمثل خطوات السيد السوداني بثلاث مراحل اولية لمكافحة الفقر.
الأولى:- رواتب الرعاية الاجتماعية وإطلاق حملة للتفتيش عن المستحقين من الفقراء الذين وصل عددهم الى(١٧٠٠٠٠٠) مليون وسبعمائة الف طلب مسجل للحصول على رواتب الرعاية الاجتماعية . فإذا علمنا ان معدل عدد أفراد الأسرة العراقية يبلغ ٦ افراد، فهذا يعني شمول (١٠،٦٠٠٠٠٠) عشرة مليون وستمائة الف مواطن برواتب الرعاية.
والمرحلة الثانية:- متمثلة بتوزيع سلة غذائية كمية ونوعية لهذه العوائل، إضافة لمواد البطاقة التموينية وتستمر على طوال السنة.
والمرحلة الثالثة :- في بادرة غير مسبوقة توزيع رواتب للعوائل الفقيرة حسب عدد الاولاد والمرحلة الدراسية لتعينهم على أكمال دراستهم.
هذه الخطوات الواقعية تؤكد اننا امام حكومة من طراز خاص تشعر بآلام الفقراء وهمها الأول أن تكافح الفقر، كيف لا وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام (لو كان الفقر رجلا لقتلته).
وفي مجال الإسكان تحدث السيد السوداني عن آن اول خطوات الحكومة هو توفير الخدمات للمناطق الفقيرة والمحرومة، إضافة لمبادرته بتمليك الاراضي الزراعية والعشوائيات مع توفير خدماتها وتكييف وضعها التخطيطي مع التصميم الأساس للمدن.
وشخص بشكل لافت اسباب فشل الحلول السابقة في حل أزمة السكن، فحدد آن توزيع الاراضي كان يتم في مناطق بعيدة وتفتقر للخدمات وليس امام المواطن الا ان يبيع الأرض بمبلغ زهيد ويبقى بدون سكن.
كما أن المجمعات التي تبنى عن طريق الاستثمار أسعارها مكلفة جدا بحيث لايستطيع الموظف وأبناء الطبقة الوسطى من اقتنائها فكيف بالفقراء!!
وطرح حلا واقعيا عبر تبني الدولة بناء مدن متكاملة الخدمات، يحصل الفقراء على الجزء الأكبر من منازلها مجانا، وباقي الأفراد تقسط عليهم بمبالغ ميسرة ولاجال طويلة بحيث يتمكن المواطن من شرائها بسهولة.
واعتقد ان تشخيص السبب والعلاج معقول ومنطقي ويوحي بوضوح الرؤية والقدرة على العلاج.
وفي مجال الطاقة فأن رؤية السيد السوداني ليس مبدا (إيقاف الخسارة ربح) ، ولكن من مبدأ( تحويل الخسارة الى ربح) ،حيث أن العالم وخصوصا الأوربي متعطش لاستثمار الغاز، خصوصا بعد قطع الغاز الروسي.
في عين الوقت فأن ما يهدره العراق من الغاز سنويا بلغ ما يقارب١٠ مليار $ حسب تقديرات بعض المنظمات الدولية ، وهو الغاز الذي يحترق مصاحبا لإنتاج النفط،
بينما تنفق وزارة الكهرباء من ٨ – ١٠ مليار $ سنويا لشراء الغاز من ميزانيتها ، مع ان الغاز الإيراني يباع للعراق بسعر مخفض.
فكرة السيد السوداني ان تستثمر ألمانيا وفرنسا الغاز المحترق وتستورده من العراق بالإضافة لاستثمار الغاز الطبيعي.
وهنا يضمن جدية كلا الدولتين بالاستثمار لحاجتهم للغاز، وتحقيق العراق أرباح تقدر بأكثر من ١٠مليار $ فقط من استثمار الغاز المصاحب، يمكن توظيفها لقطاعات أخرى، كما يعني آن تكتفي المحطات العراقية من الغاز العراقي دون الحاجة للاستيراد.
إضافة لدخول العراق كمصدر في أسواق الغاز العالمية.
ما تقدم يثبت ان رؤية الحكومة للنهوض بالاقتصاد العراقي و تنسجم مع أهدافها واستراتيجيتها لتحقيق تلك الأهداف،،رسالتها (قيادة التنمية بدءا من الطبقات المحرومة ).
وتأكد لي ولكل متابع منصف صوابية ما طرحه السيد رئيس الوزراء، وواقعيته التي تحدوها صدق النية والعزيمة، و تأكد لي اني امام اداري تنفيذي واقتصادي ناجح.
سيقود العراق بإذن الله لكل نجاح وخير