بقلم / صالح لفتة
كثيرةً هي الكتابات والمقالات والدراسات التي كتبت تحذر من أصوات الفتنة والتعصب و التخوين وضرب الوحدة الوطنية و تشكيك عراقي بوطنية عراقي اخر وخطر الانقسام والاتهامات المتبادلة على حاضر ومستقبل العراق، فالوطنية لا تمنح حسب الأهواء ولا تنتزع من اي انسان بتصريح.
فكيف يمكن الطعن بعراقية اي عراقي اختلفنا معه سياسياً أو دينياً وعلى أي أساس تقاس الوطنية من قبل المتشدقون بها.
الوطنية ليست خطب وتصريحات وشعارات دون انجاز يذكر بل تنعكس بالأفعال العظيمة والأعمال المؤثرة التي تقدم للأوطان.
آلاف العراقيين انتشروا في بلدان العالم المختلفة عندما كان النظام الدكتاتوري السابق يوزع الوطنية على أساس الولاء الشخصي له، احتضنتهم الدول وأصبحوا مواطنين درجة أولى لهم ما لسكان البلدان الأصليين وعليهم ما على سكانها
لم يميزوا ولم يُشكك في وطنيتهم ومن يفعل ذلك من بعض الأشخاص يعزل ويحارب.
عراقيون شاركوا وساهموا في نهضة أمم وشعوب كما في قصة العالم العراقي الذين ساهم في اكتشاف الثروات الطبيعية في النرويج ومنحته الدولة وسام القديس أولاف تقديراً لاسهاماته الوطنية وتقديمه على من ولد لأبوين نرويجيين دون النظر لأصوله الأجنبية أو ارتياب في وطنيته، وناظم الزهاوي الوزير في الحكومة البريطانية الذي أطلق عليه وزير اللقاحات إذ نجح في توفير اللقاح لملايين للبريطانيين أثناء وباء كورونا وغيرهم الكثير .
بينما في العراق أشخاص ولدوا من أبوين عراقيين لا يحملون جنسية أخرى غير الجنسية العراق و تُهم التخوين والعمالة تطلق عليهم جزافاً دون دليل قطعي أو مصدر معروف بل اشترار كلمات استخدمت سابقاً بحق ملايين العراقيين وأزهقت بها الآف الأرواح وهتكت أعراض وصودرت ممتلكات و تبعاتها مستمرة.
أليس من الحكمة مراجعة النفس قليلاً و التروي في ما ينقل والابتعاد عن اللهجة الهجومية ووزن الكلام جيداً قبل التفوه به أو كتابته ونشره .
مقاييس الوطنية ليست لقلقة لسان والولاء للوطن لا يمنعه اعتناق مذهب او دين ولا يعيق النجاح جنس أو لون أو قومية
والمزايدة في الوطنية شيء حسن إذا لم تُلغى وطنية الآخر الشريك بالوطن.
ومن يريد إثبات وطنيته عليه الاندفاع لميادين العمل والكف عن خلق الأعذار وعلى مقدار ما يستفيد منه الوطن تحدد وطنيته. كما لا يجب استغلال الوطنية في غير مكانها لتتحول لأداة تفتيت وتخريب للشعوب ورمي كل من يختلف معنا بالعمالة والخيانة خصوصاً من قبل بعض السياسيين والناشطين.
علينا ان نحارب من يشككون في وطنية أي عراقي دون أدلة مهما كانت دوافعه وتشريع قوانين مشددة تجرم من يطعن بوطنية أي عراقي لأي سبب.
فمهما كانت هذه الأصوات النشاز خافته وغير مسموعة وعددها قليل فإنها ستفعل مفعولها وسيأتي من يتبناها مستقبلاً وستُجنى ثمارها وبالاً على العراق بأكمله.