احمد خالد الكعبي
بصمت ؛ وبعيداً عن ” ضجيج ” حتى عن أعمق مراكز البحوث والدراسات ؛ كان ( وما يزال ) يراد بريطانياً للحالة للصدرية ان تكون او ان تتحول الى بديل انشقاقي ( تحت مظلة الرمزية التاريخية لمركزية العراق الشيعي ) لصناعة كيانا ( نديا ) للتأسيسية الاسلامية الشيعية الخمينية ذات الصبغة والمشروعية الجوهرية ؛ ليتم في النهاية شق الصف الشيعي صاحب الصعود الهائل والذي تحول بفضل النهضة الخمينية من مجرد أقلية معزولة ومحاصرة ومتهمة ومضطهدة وسط اكثر من مليار مسلم سني الى وجود مؤثر بل ومتحكم في قلب العالم بعد الثورة الاسلامية ؛ وهذه الأفكار التي تزرع داخل المشاريع النهضوية الثورية لتخريبها من الداخل هي من وحي خيال وعمل بريطانيا ؛
لكن ببساطة ؛ الصدر والصدرية ليسوا كالشيرازية أبدا ؛ وقد تجلى ذلك في ان ازمة المشروع الغربي وامتداده البعثي في العراق والمنطقة تمثلت هنا في ان الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر نفسه ترك الباب مواربا لقتل هذه الفكرة الانشقاقية من داخل المشروع نفسه ؛ بعمله غير المعلن على بقاء الجسور ممتدة مع المبدأ الجوهري لولاية الفقيه ( كونه احد أبناء مدرستها واحد قيادتها في العراق بل وأكثرهم جراءة في اتهام المدرسة المناوئة لها ومحاولة اسقاطها دينيا واجتماعيا ) ؛ ومحاولته المستمرة لارسال رسائل تعبر عن عدم العدائية لدولتها في الجمهورية الاسلامية ؛ ( وأحيانا اشعر ان تركه الباب مواربا هو السبب الخفي للامر الصادر من الدوائر السرية في امريكا لصدام بتصفيته ؛بالاضافة الى تصفيته بنية غزو العراق بعد غيابه ) فالربما اعتقدت الدوائر السرية لصناعة القرار في الغرب وإسرائيل بان سماحة السيد ( غامض وربما بالإمكان ان يزرعوا فكرتهم الخبيثة داخل مشروعة الجهادي المركب كونه متصارع مع عدو داخلي وعدو خارجي تمثل في نظام البعث ) لكنهم عرفوا ان سماحته يسير باتجاه صناعة نهضة محلية ضدهم وضد عميلهم البعث العفلقي ؛ وعبر الباب الموارب الذي تركه سماحته الشجاع والمركب ؛ مرت الجوهرية الصدرية لتدمر مشروع المؤامرة العميقة ؛ لتبقى الحركة الصدرية في جوهرها متسقة مع المشروع الاسلامي الشيعي العام الذي كان السيد الشهيد محمد باقر الصدر هو زعيمه وقائده في العراق .
من هنا تأتي أهمية وجود أشخاص قادة في الميدان السياسي والعسكري والفكري من أمثال الشيخ قيس الخزعلي والشيخ الاستاذ عباس الربيعي والشيخ أكرم الكعبي ..
صراحة قالها الشيخ الربيعي بمواقفه ومنشوراته ..
وصراحة قالها الشيخ الكعبي بمواقفه وبياناته ..
وصراحة قالها الشيخ الخزعلي ( وهو الأكثر التصاقا بالخصوصية الصدرية ) لوسيلة إعلام محلية : نعم .. نحن ندعي باننا الورثة الحقيقيون للصدر ( والصدر هنا ليس عائلة او قبيلة بل هو مشروع أمة والكلام له) ؛ والصدر الشهيد اوصانا بالرجوع الى السيد الحائري بعد استشهاده ؛ والسيد الحائري ( والكلام ما زال للخزعلي ) قال بانه في طول وليس في عرض ولاية السيد الخامنئي .
هؤلاء الثلاثة نفذوا من الباب الموارب الذي تركه الصدر الشجاع والعبقري لحسين رخيص ليرافقوه وهو يسير بثقة لقتل الجنرال جيفرسون .
هوامش لإيضاح الفكرة :
اذا كان السيد الشهيد محمد صادق الصدر معادياً لنظام ولاية الفقيه في ايران فلماذا ارجع اتباعه للسيد الحائري وهو يعرف الموقف الفقهي له بخصوص ذوبانه بولاية السيد الخامنئي كذوبان أستاذه مؤسس الحركة اﻻسلامية في العراق السيد الشهيد محمد باقر الصدر في ولاية الامام الخميني ؟
قال الصدر : “أنا أعتقد أن الأعلم على الإطلاق بعد زوالي من الساحة جناب آية الله العظمى السيد كاظم الحائري”.
هنا لابد من الإشارة الى ان سماحته كان يريد ان يقلب الطاولة على البعث المجرم الذي أراد ان يجعل ويستغل حركة السيد ويجعلها ضد نوعي لولاية الفقيه .
هل ثمة من يفهمني هنا ..
هل من احد يترك الموضوع ضمن سياقه العلمي والبحثي المجرد ؟!