بدأ رئيس البرلمان العراقي الحالي محمد الحلبوسي جولته الدولية والعربية منذ فترة ليست بالطويلة وهو تزامنا مع بدأ السباق الانتخابي الذي انطلق قبل اكثر من شهر.
ويطمح الحلبوسي في ان يحافظ على موقعه الحالي كرئيس للبرلمان ولكنه يرى ان هذا الامر بات من المستحيل بسبب الانقسامات في المكون السني التي ظهرت الى العلن كما انه لم يتمكن من جمع الاصوات الكافية التي قد تسمح له للاستمرار بهذا الموقع المهم في الدولة العراقية وبالتالي فان الحلبوسي عرف ان حظوظه بدأت تتلاشى ايضا في ظل المنافسة الكبيرة التي يواجهها من قبل خصمه خميس الخنجر الذي يرشحه البعض الى ان يكون هو بديل عن الحلبوسي في الحكومة المقبلة.
الحلبوسي لا يريد الخروج خالي اليدين في الحكومة القادمة خصوصا انه اصبح رئيسا لتحالف يضم عددا ليس بالقليل كما انه الان يشغل منصبا مهما وبالتالي لا يريد التفريط بهذه الامتيازات وهوة ما دفعه التحرك دوليا الى فرنسا التي تطمح في ان تلعب دورا مهما بالعراق خصوصا بعد الاتفاق العراقي الامريكي على مغادرة قوات الاحتلال نهاية العام الحالي وزيارة ماكرون للعراق ومشاركته في قمة بغداد وزيارته للعديد من المدن العراقية ومنها الموصل التي تمثل الان نقطة الصراع الفرنسي التركي في التوسع هناك والحصول على الامتيازات فيها.
ابرز ما اثير خلال الفترة السابقة والذي طرحه رئيس البرلمان الاسبق محمود المشهداني هو ان الحلبوسي يطمح في اخذ منصب رئيس الجمهورية للمكون السني بدلا من رئاسة البرلمان وهو الامر الذي جوبه برفض كردي كبير كون ان هذا المنصب وفقا للتقسيم المحاصصاتي هو من نصيبهم كما ان البرلمان هو للسنة والشيعة لهم منصب رئاسة الوزراء.
وفي هذا الصدد يقول المحلل السياسي هاشم الجبوري، أن “نشاط الحلبوسي هو نشاط انتخابي، والتوجه نحو الفضاء العربي يؤدي إلى نتائج ايجابية بالانتخابات المقبلة، خصوصا أن العراق بدأ يلعب دورا محوريا وأن الصراع في المناطق التي يتنافس فيها الحلبوسي مع أربع قوائم أخرى، تحتاج منه أن يستكمل نشاطه ووجوده بالمنطقة”.
واضاف “من الجانب الدبلوماسي، فلا بأس ان يتصل الحلبوسي مع قادة بعض الدول، ولكن بعد الانتخابات سينكشف امر مهم، وهو ان توجه الحلبوسي وسعيه نحو الخارج تقف خلفه محاولة للحصول على منصب رئاسة الجمهورية، وهذا المكان يحتاج إلى تزكية عربية”.
وتابع “هناك كلام يدور منذ أشهر ويتصاعد شيئا فشيئا، على ان هناك مفاوضات لتبادل منصبي رئاسة الجمهورية والبرلمان بين السنة والكرد، وسنسمع بعد الانتخابات هذا الصوت بشكل صريح”.