ابعاد الاخبارية
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلَّا بُشۡرَىٰ لَكُمۡ وَلِتَطۡمَىِٕنَّ قُلُوبُكُم بِهِۦۗ وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡحَكِیمِ.
صدق الله العلي العظيم
أيها الشعب العراقي الكريم
يا أصدقاء العراقيين حول العالم.
وكل من اعتنق الحرية والحضارة والعدل والاعتدال منهجاً في هذا العالم.
في ذكرى تحرير الموصل من دنس التنظيم الإرهابي، والانتصار على داعش، نقف معكم اليوم وقفة إجلال إزاء هذا الانتصار العظيم.
سجل العراقيون بتحرير الموصل، صفحة بيضاء أخرى في تأريخهم. كتبوها بتضحيات أبنائهم، وبتلاحمهم وتآخيهم لأجل وحدة العراق، ولأجل قبر ظلمة الإرهاب وكف حالك آثامه عن كل العالم .
وعادوا كما كانوا حين رسموا إشراقات التأريخ الإنساني بحضاراتهم، يُهدون الأمم الأخرى نصراً ناجزاً على أوباش العصر، تنظيم الضلالة والهمجية داعش المندحرة.
تفتخر الأمم بانتصاراتها على عتاة التأريخ، الذين كانوا رمزاً للوحشية والعنصرية وأعداءً للإنسانية، ومن حق العراقيين اليوم أن يفتخروا بذكرى نصرهم الأبرز، على من جمع كل الموبقات وأخرجها بشكل استهدف وجودهم وديمومة عيشهم على ضفاف النهرين العظيمين.
إن النصر العظيم الذي تحقق على الارض،ما كان له أن يبسق لولا نصر آخر بزغ شعاعه عبر رفض مجتمعي عراقي خالص للطائفية والتفرقة والتمييز ، ورفض العراقيون الفكرالأسود، لأن عيشهم لآلاف السنين على هذه الأرض، لم يكن إلا عبر روح بيضاء امتازوا بها. وقبول للآخر صنو الإنسانية ونظير الخلق، فلا آخر طالما عاش قديماً على أرضهم.
ولهذا أعاد لهم النصر في الموصل روحهم الواحدة التي اذا اشتكى منها طرف تداعت له كل الأطياف، حبّاً واحتضاناً وتقارباً، وصولات إن لزم الأمر.
ونحن نخوض حرباً ضد الفساد والخراب، واعون تماماً لما لهذا العزم العراقي القوي من أثر، بفضل تصميمهم الذي أزاحوا به الإرهاب وجياثيمه، سينتصر العراقيون بإعمار بلدهم وفي حربهم على الفساد والفاسدين، وستكون مرتبة أخرى يرتقونها معاً كشعب واحد متآزر. فقد دفعوا ثمناً لم يدفعه قبلهم أحد.
كانت وقفة قواتنا المسلحة، وقفة مسؤولة وتحمل كل معاني الحميّة والشجاعة التي أثمرت هزيمة ناجزة للتنظيم الإرهابي على يد أبطال الجيش العراقي والشرطة ومكافحة الإرهاب ، والحشد الشعبي والبيشمركة وباقي صنوف قواتنا. وكل من نذر دمه من أجل أن يبقى بلده مصاناً وكرامة أبنائه في عز ورفعة، مثلما كان لموقف المرجعية الدينية الرشيدة كلمتها الحاسمة المبدئيةالمنطلقة من شرف الاعتزاز بكرامة هذا الوطن، ومثلما كانت عبر كل العصور سنداً للخير، وقوة للمحبة والتآلف والعيش السلمي والشكر لكل من ساند العراق من الدول .
إن أعظم من نستذكرهم اليوم، هم شهداء العراق، المثابات الشامخة التي رفعت اسمه عالياً وحفظت للعراق الكرامة وأمدّته بأسباب بقائه، مثلما بقي عبر عصور طويلة، مناراً للعالم وقبلة للناظرين، وموطناً للحضارة الأولى.
كل الفخر والإعتزاز والسمو لعوائل الشهداء، وأهلهم ومحبيهم، بفضلكم بقي العراق، ومازلنا نحمل كرامة العيش.
كل الفخر والعزّة لضحايا التنظيم الإرهابي، وكل من جعل من جسده وروحه ترساً أو كشفاً لوحشية الإرهاب ودليلاً على سقوط اطروحة داعش الهدّامة المتسافلة.
حفظكم الباري شعباً كريماً وعزيزاً ومهاباً،
والذكر الطيب والعلا لشهداء العراق.
المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء
10-تموز-2020