أبعاد
تشير دراسة أميركية جديدة فحصت التعبير الجيني لميكروبات الأمعاء، إلى أن الفوائد الصحية للقلب، التي يسببها الجوز (عين الجمل)، وهو نوع من المكسرات، قد تكون مرتبطة بما يحدثه من تغيرات “مفيدة”» في مزيج الميكروبات الموجودة في الأمعاء.
ووجد الباحثون في الدراسة، التي تم عرضها في الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية للكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية، والمنعقد خلال الفترة من 25 إلى 28 مارس (آذار) الحالي، أن “إدخال الجوز في النظام الغذائي للشخص، قد يغير مزيج الميكروبات في الأمعاء، المعروفة باسم (الميكروبيوم)، بطريقة تزيد من إنتاج الجسم للحمض الأميني (هوموارجينين)، الذي يرتبط نقصه بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية”.
وكانت الأبحاث السابقة، قد أظهرت أن للجوز فوائد لصحة القلب، مثل خفض مستويات الكوليسترول، وضغط الدم، وحفز ذلك الباحثين إلى النظر في كيفية تأثيره على “ميكروبيوم” الأمعاء، وما إذا كانت هذه التأثيرات قد أدت إلى آثار مفيدة محتملة، وتمثل النتائج التي تم التوصل لها، «آلية جديدة يمكن من خلالها أن يقلل الجوز من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية”.
واستخدم الباحثون خلال الدراسة، نهجاً يعتمد على تحليل “الترانسكريبتوميكس”، الذي يعني فحص «المجموع الكلي لجميع جزيئات الحمض النووي الريبي المرسال»، وذلك لدراسة التعبير الجيني لميكروبات الأمعاء؛ إذ تساعد تلك التقنية المطورة حديثاً على تحديد مستويات التعبير الجيني ومراقبة كيفية تغير هذه المستويات، استجابةً لظروف مختلفة، مثل التغييرات الغذائية.
ويقول مانسي تشاندرا، الباحث في كلية جونياتا في هانتينغدون بولاية بنسلفانيا، والباحث المشارك بالدراسة، في تقرير نشره (السبت) الموقع الإلكتروني للجمعية الأميركية للكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية، إن “هذه هي الدراسة الأولى التي تستخدم تحليل (الترانسكريبتوميكس) لدراسة تأثير استهلاك الجوز على التعبير الجيني لميكروبات الأمعاء، وتساهم هذه التحليلات الاستكشافية في فهم تعديل (ميكروبيوم) الأمعاء المرتبط بالجوز، والذي يمكن أن يكون مؤثراً جداً في معرفة كيفية تأثير صحة الأمعاء على صحة القلب بشكل عام”.
وكشف تحليل (الترانسكريبتوميكس) الذي فحص البقايا الجافة لمتطوعين تناولوا 3 أنظمة غذائية كان أحدها يحتوي على الجوز، أن «النظام المحتوي على الجوز، تميز بمستويات أعلى من بكتيريا (جوردونيباكتر) في الأمعاء، وهذه البكتيريا تقوم بتحويل مركبات (البوليفينول) و(الإيلاجيتانين) و(حمض الإيلاجيك)، إلى مواد تسمح للجسم بامتصاصها”.