أبعاد- تقرير
تجددت المطالبات الشعبية من أبناء الشعب العراقي بضرورة اعادة مقبرة أئمة البقيع الواقعة بالقرب من المسجد النبوي في المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، وهي إحدى أهم مقابر المسلمين التاريخية التي تضم رفات الألاف من المسلمين الأوائل، منهم اهل بيت النبي (ص) وأعمامه وأولاد عمومته، وزوجاته، وأحفاده، وغيرهم من الصحابة المقربين، من المهاجرين والأنصار، فيما يؤكد مختصون بالشأن القانوني أن بناء قبور أئمة البقيع مسألة قانونية ، لافتين إلى أن على المجتمع الدولي والمنظمات ذات العلاقة والدول العربية والاسلامية كافة باستنهاض وشحذ هممهم واخذ دورهم الجاد في الضغط على المملكة العربية السعودية في اعادة بناء قبور ائمة البقيع (ع) “.
وبين المختصون، أن “احترام المذاهب الاسلامية ومعتقدات الشعوب وشعائرهم الدينية يُحتم على اصحاب الشأن في السعودية الاسراع في بناء الاضرحة المقدسة، وطوي صفحة سوداء طالت عشرات السنين، مليئة بالألم والأسى والحزن الذي يتجدد للمسلمين في كل عام”.
إلى ذلك عزى رئيس كتلة الصادقون النيابية عدنان فيحان، اليوم السبت، بذكرى هدم قبور أئمة البقيع (عليهم السلام).
وذكر فيحان في تغريدة على تويتر اطلعت عليها “أبعاد”، والتي جاء فيها “قال المولى المقدس الصدر الثاني ((رض)) ان ذكرى هدم قبور ائمة البقيع في 8 شوال تعادل مصيبة وفاة أحد المعصومين عليهم السلام”.
وأكمل: “يظنون اصحاب العقول المتحجرة او من نعتهم القرآن الكريم (( بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبهم )) انهم بهذه الافعال الشنيعة يطفئوا نور الله ولكن الله (( مُتِمُّ نُوره وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)) نعزي صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف وكل محبي ال الرسول صلى الله عليه واله وسلم بهذه الفاجعة الأليمة”.
وفي نفس السياق، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، المملكة العربية السعودية لإعمار بناء أئمة البقيع.
وكتب الصدر في تغريدة تابعتها “أبعاد”، أن “ومن هنا نأمل من الأخوة في المملكة العربية السعودية إعمار وبناء قبور أهل البيت عليهم السلام في البقيع” في المملكة”.
وأردف: “خصوصاً بعد تبني الأخ ولي العهد السعودي السياسة الاعتدالية عندهم”.
من جانب أخر، غزت المطالب الشعبية مواقع التواصل الاجتماعي، الداعية إلى انطلاق حركة مطالبة عالمية تهدف إلى تفعيل كافة أشكال الضغط على النظام السعودي، وبكل الوسائل المشروعة الممكنة والمتاحة، لإعادة بناء أضرحة الأئمة الأطهار «عليهم السلام» في بقيع الغرقد.
حيث أطلقَ مدونون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، وسم “البقيع مطلبنا” تزامناً مع حلول الفاجعة الأليمة لتهديم قبور أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في بقيع الغرقد بالمدينة المنوّرة.
ودشّنَ المدونون والناشطون حملاتهم المطالبة بإعادة بناء القبور الطاهرة، وبحماسة دينية وتعبيراً عن حبهم وولائهم للعترة الطاهرة، وبدأت الحملة الإعلامية على منصات تويتر وفيس بوك وعدد من منصات التواصل الاجتماعي، لإحياء الفاجعة الأليمة ومطالبة السلطات السعودية باحترام قدسية القبور الطاهرة وإعادة بناء الأضرحة الشريفة التي هُدمت على أيدي الوهابيين والسلفيين.
وقدم المدونون التعازي بهذه الذكرى الأليمة عزاءنا لصاحب العزاء الإمام المهدي «عج»، ولمراجعنا العظام وللأمة الإسلامية جمعاء.
الذكرى التاريخية
وبدأت أزمة مقبرة البقيع عندما قررت السلطات الحاكمة يومذاك هدم قُباب بعض مقابر الصحابة وأحفاد النبي (ص) مرة في عام 1806، وأخرى عام 1926، بحسب المصادر التاريخية، ومازالت الأزمة مستمرة.
ويجمع الباحثون أن هدم الاضرحة والقبور والاثار والمشاهد التاريخية هو نهج حديث يعود إلى الحركة الوهابية، وهي الحركة التي ينتسب إليها معظم السلفيين المتطرفين. والسلفية الوهابية أو الوهابية مصطلح أطلق على حركة متشددة قامت في منطقة نجد وسط شبه الجزيرة العربية في أواخر القرن الثاني عشر الهجري، الموافق للثامن عشر الميلادي على يد محمد بن عبد الوهاب (1792- 1703) ومحمد بن سعود حيث تحالفا لنشر الدعوة السلفية.
ويعتقد الوهابيون على خلاف جمهور المسلمين أن زيارة وتعظيم قبور الأنبياء وأئمة أهل البيت عبادة لأصحاب هذه القبور وشرك بالله يستحق معظمها القتل وإهدار الدم!. ولم يتحفظ الوهابيون في تبيان آرائهم، بل شرعوا بتطبيقها على الجمهور الأعظم من المسلمين بقوة الحديد والنار.. وكانت المدينتان المقدستان (مكة والمدينة) ولكثرة ما بهما من آثار دينية، من أكثر المدن تعرضا لهذه المحنة العصيبة، التي أدمت قلوب المسلمين وقطعتهم عن تراثهم وماضيهم التليد. وكان من ذلك هدم البقيع الغرقد بما فيه من قباب طاهرة. فأصبح البقيع وذلك المزار المهيب قاعا صفصفا لا تكاد تعرف بوجود قبر فضلا عن أن تعرف صاحبه.
وتعد جريمة هدم قبور أئمة أهل البيت «عليهم السلام» في البقيع على يد حركة الوهابيين التكفيريين المدعومة من نظام آل سعود، ولمرتين، الأولى عام 1220 هـ، والثانية في 8 شوال 1343هـ، من أفظع الجرائم التي اقترفها هذا النظام على مر التاريخ، ووصمة عار أبدية تلاحق مرتكبي هذه الجريمة والراضين عنها.