ابعاد
شهدت أسعار النفط تراجعا كبيرا خلال تعاملات يوم الثلاثاء، حيث أدت مخاوف المستثمرين حيال عدم موافقة بعض أعضاء الكونجرس على اتفاقية سقف الدين التي تم التوصل إليها بين بعض من ممثلي الحزب الجمهوري في مجلس النواب والبيت الأبيض يوم الأحد، مما أثار القلق بين المستثمرين بسوق النفط حول التأثير المحتمل لذلك على مستوى الطلب على النفط بأكبر مستهلك لخام النفط بالعالم.
النفط مساءً
وعلى صعيد التداولات، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.57% إلى 75.98 دولار للبرميل، كما انخفضت أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 1.42% ليسجل 71.75 دولار للبرميل.
أبرز العوامل التي أثرت على تحركات أسعار النفط اليوم
خيمت مشاعر التشاؤم على المستثمرين بسوق النفط اليوم، بعدما طغت مخاوف تراجع الطلب على الخام بالولايات المتحدة على تأثير التوقعات باحتمالية خفض أوبك + لإنتاج النفط مرة أخرى باجتماعها المقبل المقرر عقده بنهاية هذا الأسبوع.
وأفاد بعض المشرعين الجمهوريين بمجلس النواب يوم الاثنين بأنهم قد يعارضون الاتفاق الذي من شأنه رفع سقف الدين في الولايات المتحدة، رغم أن رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفين مكارثي والرئيس الأمريكي الديموقراطي جو بايدن قد أعربا عن تفائلهم بشأن الموافقة على الاتفاق.
وفي حال تعثر وزارة الخزانة الأمريكية عن الوفاء بالتزاماتها خلال الفترة المقبلة، فإن هذا سيؤدي لتعطيل الأسواق العالمية وسينتج عنه تداعيات كارثية على اقتصاد الولايات المتحدة والاقتصاد العالمي، وهو ما سيؤثر سلبا بشكل كبير بالطلب على النفط.
ويتزامن الموعد النهائي للموافقة على اتفاق سقف الدين واعتماده بالكونجرس الأمريكي مع اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة لمنظمة الدول المصدرة لخام النفط وحلفائها ، أوبك + ، وهو ما زاد من حالة عدم اليقين بشأن ما إذا كانوا سيخفضون الإنتاج بشكل أكبر لمواجهة التراجع الأخير في أسعار النفط.
وأثرت الإشارات المتضاربة التي تضمنتها تصريحات كبار منتجي النفط بشأن مستوى الإنتاج المحتمل على معنويات المستثمرين، في الوقت الذي يزداد فيه قلق الأسواق حيال اتفاق سقف الدين بالولايات المتحدة، والتي تواجه خطر التعثر عن السداد خلال الأسبوع الأول من يونيو.
وكان وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان قد وجه تحذيرا الأسبوع الماضي إلى البائعين على المكشوف بسوق النفط الذين يراهنون على تراجع الأسعار، وهو ما عزز توقعات الأسواق بخفض آخر محتمل من قبل أوبك +.
ومع ذلك ، تشير تصريحات بعض المسؤولين الروس، ومنهم نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك ، إلى أن روسيا – ثالث أكبر منتج لخام النفط بالعالم – تميل نحو ترك الإنتاج عند مستوياته الحالية دون تغيير.
ومن ناحية أخرى، تترقب أسواق النفط بيانات مؤشرات مديري المشتريات للقطاعين التصنيعي والخدمي في الصين – أكبر مستورد لخام النفط بالعالم – والتي ستصدر غدا، وسط تزايد التوقعات بأن اقتصاد الصين قد بدأ يفقد زخمه وسط التحديات التي يواجهها، وهو ما أثر كذلك على معنويات السوق سلبا.