من المقرر أن تتوقف الأجهزة الإلكترونية، الخاصة بالتصويت في الانتخابات العراقية، عند الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي، على أن تنقل “عصا الذاكرة” بالطائرات إلى العاصمة بغداد.
وبدأ الناخبون، صباح الأحد، بالتدفق إلى مراكز الاقتراع، للإدلاء بأصواتهم، في انتخابات نيابية مبكرة، هي الخامسة منذ سقوط نظام الرئيس الأسبق صدام حسين.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، فتحت مراكز التصويت أبوابها أمام الناخبين، إذ أدلى كل من رئيس الجمهورية برهم صالح، ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وبعض القادة السياسيين بأصواتهم.
وبحسب مفوضية الانتخابات فإن أجهزة التصويت مبرمجة لغاية الساعة السادسة مساء، ليبدأ بعدها نقل “عصا الذاكرة” إلى العاصمة بغداد.
وقالت المتحدثة باسم اللجنة العليا المستقلة للانتخابات، جمانة الغلاي، في تصريح لها: إن “الأجهزة الإلكترونية، مبرمجة على التوقف عند الساعة السادسة مساء، ولا يمكن تمديد هذا الموعد أكثر”.
خبير في مفوضية الانتخابات، أوضح أن “عصا الذاكرة، هي عبارة عن ذاكرة فلاش، تُخزن فيها نتائج التصويت للمحافظات، إذ أن الأجهزة الإلكترونية، تحتفظ بنسخة من تلك النتائج، وهي تقرأ ورقة التصويت، ليتم إرسالها بعد ذلك إلى بغداد”.
وأضاف الخبير الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن “عصا الذاكرة، ليست ذاكرة فلاش واحدة، وإنما هي عدة ذاكرات، مخصصة لكل مركز انتخابي”، مشيرا إلى أن “هذا الإجراء جاء لتعزيز الشفافية، ولتخزين النتائج بشكل مستقل عن شبكة الإنترنت، تحسبا لأي طارئ”.
ولفت إلى أن “عصا الذاكرة ستنقل عبر الطائرات إلى العاصمة بغداد، تحقيقا لهدفين، الأول: أمنيا، إذ يمكن أن تتعرض السيارات الناقلة لهذا الأجهزة، إلى استهداف أو اعتراض، والهدف الثاني، وهو سرعة نقلها إلى بغداد، خاصة من المحافظات الجنوبية، والشمالية البعيدة”.
وتتكون الأجهزة المستخدمة في عملية التصويت من جهاز التحقق الإلكتروني، وهو الذي يتضمن قاعدة سجل الناخبين الإلكترونية على مستوى المحطة، وجهاز العد والفرز الإلكتروني، المثبت على صندوق الاقتراع، ويكون الجزء العلوي منه ماسحا ضوئيا، لغرض مسح ورقة الاقتراع.
وبالإضافة إلى ذلك فإن هناك جهاز إرسال النتائج، والذي يستخدم في إرسال نتائج محطات مركز الاقتراع بعد الانتهاء من عملية العد والفرز الإلكتروني، إذ يتم إرسال نتائج المحطة إلكترونيا إلى جهاز الإرسال عبر الكابل الواصل بين جهاز العد والفرز وجهاز إرسال النتائج (RTS) ليقوم بإرسال النتائج عبر القمر الصناعي إلى المركز الوطني لجمع وتحليل وتبويب وإعلان النتائج.
وتعد هذه الانتخابات العراقية الأولى التي تجري بقدر كبير من الشفافية،والنزاهة، وفق مراقبين، بسبب تشكيل مفوضية جديدة، واعتماد البطاقة البايومترية، وتكثيف الإجراءات الرقابية.
وجرى التصويت الخاص بفئات العسكريين والنازحين، ونزلاء السجون، يوم الجمعة، دون تسجيل أية خروقات، في حالة غير معهودة، خلال الانتخابات، في البلاد، التي عادة ما تشهد تبادلا للاتهامات، وتلاعبا بالنتائج.
ويرى المراقب في “شبكة شمس”، أحمد العبيدي، أن “الخروق المسجلة في هذه الانتخابات قليلة، وهي خاصة بتوقف أجهزة التصويت، أو خرق للصمت الانتخابي، وهذا ليس بيد الحكومة أو المفوضية، وإنما المسؤول عنها جهات وأحزاب سياسية”.
وأضاف العبيدي أن “الإجراءات الإلكترونية، والاحتياطات اللازمة، ومنها نقل عصا الذاكرة، والحفاظ عليها من التلاعب، منح هذه الانتخابات، ميزة أكبر، وعزز ثقة المواطنين بها”.
ولفت إلى أن “نسب المشاركة ربما ستصل إلى أكثر من 60 في المئة، بعد إغلاق صناديق الاقتراع”.