أبعاد
نقلت صحيفة وول ستريت جورنال، عن أشخاص مطلعين، قولهم، السبت، إن الولايات المتحدة عازمة على تأجيل عقوبات جديدة كانت ستفرضها على مجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية، بعد أن أطلقت تمردا ضد موسكو.
وقالت ذات المصادر، إن واشنطن تخشى من أن تساعد حزمة العقوبات الجديدة ضد فاغنر، إلى مساعدة الرئيس فلاديمير بوتين بطريقة غير مباشرة.
وقال شخص مطلع على التأجيل: “لا تريد واشنطن أن تبدو وكأنها تنحاز إلى أي جانب فيما يجري”.
وكشفت المصادر نفسها، أن وزارة الخارجية الأميركية كانت تخطط للإعلان عن عقوبات جديدة ضد فاغنر، الثلاثاء، نظير تجارتها غير الشرعية للذهب في إفريقيا، بما في ذلك عمليات التعدين التي أقامتها المجموعة في جمهورية إفريقيا الوسطى.
وفاغنر، بقيادة “طباخ بوتين” السابق، يفغيني بريغوجين، لها موطئ قدم في ليبيا ومالي والسودان، حيث تقدم المساعدة العسكرية مقابل الوصول إلى الموارد الطبيعية.
وعلى عكس منافسيها، طورت فاغنر تدفق إيراداتها الخاصة خارج دعم الدولة الروسية.
وفرضت واشنطن بالفعل عقوبات على الجماعة لدورها في حملات التضليل، بما في ذلك خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 2016، بالإضافة إلى مشاركتها في الحرب في أوكرانيا.
وقال كاميرون هدسون، رئيس الأركان السابق للمبعوث الأميركي الخاص للسودان: “لدى واشنطن استراتيجية قائمة لاستهداف وعزل وإضعاف نمو فاغنر في إفريقيا”.
ثم تابع “لكن الاستمرار في هذا النهج الآن من المحتمل أن يضع واشنطن في موقف صعب يتمثل في مساعدة بوتين.
ولم ترد وزارة الخارجية الأميركية ووزارة الخزانة على طلبات للتعليق أرسلتها الصحيفة.
بعد أن قاد تمردا منذ الجمعة، ضد القيادات العسكرية في روسيا، واستولى على مدينتين على الأقل، أمر بريغوجين جنوده بالعودة أدراجهم زاعما أن قراره جاء “حقنا للدماء”.
يذكر أن الولايات المتحدة فرضت عدة عقوبات على فاغنر وقائدها بدعوى أنّ المجموعة العسكرية الروسية الخاصة تستخدم مواردها في عدة بلدان أفريقية لدعم حرب موسكو في أوكرانيا.
وفي مايو الماضي، رجّحت وزارة الخزانة الأميركية أنّ فاغنر تستخدم وثائق مزورة لإخفاء عمليات شراء ألغام وطائرات مسيّرة ورادارات وأنظمة مضادة لبطاريات الصواريخ ومن ثم نقلها لاستخدامها في أوكرانيا.
وقبل ذلك، في يناير الماضي، صنّفت واشنطن مجموعة فاغنر على أنها “منظمة إجرامية دولية”، منددة بتجاوزاتها في أوكرانيا واستخدامها أسلحة توفرها كوريا الشمالية وتجنيدها سجناء.
وتشكلت مجموعة فاغنر العام 2014 وقد جندت آلاف السجناء للمحاربة في أوكرانيا في مقابل وعد بخفض عقوباتهم.