أبعاد
أعلنت وزارة الثقافة والسياحة والآثار ان العراق استرد 23 ألف قطعة أثرية سومرية وبابلية وآشورية خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
وقال المدير العام لدائرة المخطوطات العراقية، والمتحدث باسم وزارة الثقافة، أحمد العلياوي، في تصريح صحفي، إن “العراق تمكّن، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، من استرداد أكثر من 23 ألف قطعة أثرية، كان معظمها موزعاً بين الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا” كاشفا عن “وجود 25 بعثة أثرية تعمل في العراق، في الوقت الحالي، تتوزع على معاهد وجامعات ألمانية وإيطالية، بالمشاركة مع الخبراء العراقيين”.
وعن تفاصيل عمليات الاسترداد، ذكر العلياوي، أن “الوزارة مستمرة بخطى حثيثة لاستعادة الآثار العراقية من الخارج، وشمل الملف استعادة 17338 قطعة أثرية من الولايات المتحدة وعدد من الدول، فضلاً عن استعادة لوح كلكامش الذي كُتبت عليه ملحمة كلكامش الشعرية الأولى، وكذلك استعادة الكبش السومري”.
وأضاف العلياوي أن “وزارة الخارجية سلَّمت كل هذه القطع إلى الهيئة العامة للآثار في وزارة الثقافة، حيث جرى تخزينها في المتحف، في حين عرض لوح كلكامش والكبش السومري”.
سرقة وتهريب
وحول الطرق التي جرت بها سرقة وتهريب هذا الكم الهائل من القطع الأثرية، ذكر أن “السرقات تمتد لسنوات طويلة مضت، وتتوزع على معظم الحضارات العراقية؛ السومرية، والبابلية، والآشورية، وغير ذلك، استخرجت معظمها عن طريق النبش العشوائي للصوص ومتمرسين، في إطار ما يُعرَف بتجارة الآثار، وهو شيء مؤسف وكارثي، وهُرّبت إلى إحدى الدول الخليجية، ومن هناك هُرّبت إلى الولايات المتحدة الأميركية”.
وأضاف: “لكن جهوداً حثيثة بذلها العراق، بمساعدة بعض الأوساط الأميركية، وخصوصاً وزارة العدل، تمكنا من استعادتها”.
وبشأن القطع المستعادة من المتحف البريطاني، قال العلياوي :”لدى وزارة الثقافة فِرق خاصة بالتحري والمسوحات، ورصد إلكتروني حول القطع المفقودة، وحينها علمت بوجود قطع أثرية في المتحف البريطاني”.
وتابع: “تمكنا فعلاً من استعادة 6 آلاف قطعة أثرية كانت مستعارة للمتحف البريطاني منذ مائة عام، وجرى إيداعها المتحف العراقي بشكل رسمي، وأن الوزارة مستمرة في العمل على هذا الملف، عبر قسم الاسترداد المعنيّ بمتابعة الآثار العراقية المهرَّبة أو المسروقة، أو تلك التي خرجت عن طريق النبش العشوائي”.
الإجراءات الأمنية
وعن الإجراءات الأمنية التي تتخذها السلطات العراقية لحماية الآثار والمواقع الأثرية المكتشَفة، والمقدَّرة بأكثر من 12 ألف موقع، قال العلياوي إن :”هناك إجراءات صارمة اتخذتها وزارة الداخلية، بالتنسيق مع عدد من الأجهزة الأمنية، ووزارة الثقافة، من خلال الشرطة الأثرية، للحد من هذا الموضوع، وأن الوزارة توجه بشكل مستمر مناشدات إلى الأهالي للإبلاغ عن أي حالة مشبوهة ومُضرة بتراث العراق”.
وعن عمل الفرقة البحثية والتنقيب، العاملة في العراق، وطرق تمويلها، ذكر أن :”تمويل عمليات التنقيب يأتي من خلال جهتين؛ الأولى الحكومة العراقية عبر دائرة التنقيبات والتحري في وزارة الثقافة، والثانية عبر المعاهد والجامعات الأجنبية بهدف تطوير البحث العلمي والأثري لديها. وتتوزع فرق التنقيب، اليوم، على مختلف المحافظات العراقية، لكنها تتركز في محافظة ذي قار، ومركزها مدينة الناصرية؛ لكثرة المناطق الأثرية فيها التي تعود للحضارة السومرية”.
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قد زار المتحف العراقي في العاصمة بغداد، في 10 حزيران الحالي، وشهدت الزيارة افتتاح الصناديق الخاصة بالآثار المسترَدّة من بريطانيا.