تقرير – أبعاد
شهد العراق خلال السنوات الاخيرة حوادث مروية كثيرة أزهقت أرواح الألاف من السائقين، إذ لا يكاد يمر يوم إلا ويتم تسجيل كارثة مرورية يسقط ضحيتها عدد من الأشخاص، في ظل خطوات خجولة من الجهات المعنية لحلّ المشكلة خلال الأعوام الماضية.
وفي احصائيات مروعة عن حوادث المرور في العراق أظهرت إحصائيات لدائرة الطب العدلي أنَّ قرابة 10 بالمئة من الوفيات المسجّلة خلال الربع الأول من العام الحالي سببها حوادث المرور.
وكشف المركز الاستراتيجي لحقوق الانسان، اليوم الاحد، احتلال العراق المركز السابع عالميا بحوادث السير.
وقال نائب رئيس المركز حازم الرديني في بيان تلقته “ابعاد”، إن “الحوادث المرورية لعام 2021 بلغت اكثر من 14الف حادث مروري عدا محافظات الاقليم”، مشيرا الى انها “خلفت اكثر من 14الف ضحية فارق منهم 3300الحياة”.
وبين ان “هناك 10 اشخاص يفارق الحياة يوميا نتيجة هذه الحوادث مما يفوق ضحايا العمليات الارهابية”.
واكد الرديني ان “السبب الاول لهذه الحوادث هو رداءة الطرق وخاصة في المحافظات الجنوبية بالإضافة الى عدم امتلاك الكثير من السائقين اجازات السوق، مطالبا الحكومة الالتفات لهذا الملف ومعالجته باسرع وقت من خلال تأهيل الطرق”.
بدوره، يعزو مدير إعلام مديرية المرور العامة العميد زياد القيسي في تصريح صحفي تابعته “ابعاد”، زيادة الحوادث المرورية الى “عدم التزام السائق بالنظام المروري وقواعد السير، السرعة المُفرطة والاجتياز الخاطئ من جهة اليمين، بالإضافة لاستخدام الهاتف النقال، عدم وضع حزام الأمان، عدم الامتثال للإشارات المرورية، كلها أسباب رئيسية للحوادث”.
ولا يُبرئ مدير الإعلام ساحة المركبة من المسؤولية، إذ يُشير إلى أن صناعة السيارات الوقت الحالي مُختلفة عمّا كانت في السابق، فهي ليست بالمستوى المطلوب من حيث المتانة، وأغلبها تتميّز بالخفة والسرعة، وعند وقوع الحادث يكون التأثير السلبي أكبر على راكبيها.
وتأتي الطرق السيئة والتخسفات الموجودة وغير المُعبّدة منها، وغياب السياج الأمني فيها، لتزيد من احتمال وقوع الحوادث.
ويزيد القيسي من “انتقاده لسائقي المركبات بأن قسما منهم لا يستخدم عند عطل السيارة شروط الأمان والمتانة ومنها وضع مثلث الإشارة عندما يقوم بالوقوف على المسار الأيمن، بالإضافة إلى استخدام الضوء العالي الذي يُصيب السائق المقابل بعدم القدرة على الرؤية”.
وبينت إحصائيات دائرة الطب العدلي أنَّ “شهر كانون الأول الماضي شهد تسجيل 635 حالة وفاة، موزعة بواقع 65 بالمئة من الذكور و35 بالمئة بين الإناث، وكانت حصة الوفيات الناجمة عن القضايا العدلية الواردة من الجهات التحقيقية في ما يخص حوادث المرور 69 حالة”.
وسجلت إحصائيات الدائرة خلال شباط الماضي أكثر من (719) حالة وفاة بقضايا جنائية متعددة، توزعت بواقع (475) حالة بين الذكور و( 244) بين الإناث، بينها ما يقارب (70) حالة وفاة نتيجة الحوادث المرورية.
من جانبه، يقول مدير عام دائرة الطرق والجسور حسين جاسم في تصريح تابعته “أبعاد”، أن “أغلب الحوادث المرورية سببها ليس الطرق والتخسفات، بل السرعة التي تكون غالبا أعلى من السرعة المقننة للطرق والتي تتراوح بين 100-120 كلم/ساعة”.
وعزا جاسم “تأخر العراق في مجال منظومة الطرق، من حيث سلامة التأسيس والعلامات ومسافات الارتدادات عن حواف الشوارع، إلى قلة التمويل وعدم الالتزام بالقانون وبناء مطاعم ومحال محاذية وملاصقة للطرق، فضلاً عن سرقة بعض المقتنيات كالأسيجة الواقية والعلامات الدالة”.
ودعت دائرة الطرق والجسور مؤخراً سائقي المركبات إلى توخي الدقة والحذر والانتباه إلى العلامات المرورية والتحذيرية وتقليل السرعة على طرق تحويلة المحمودية وبغدادـ كركوك، وبغدادـ الموصل، وديوانيةـ النجف الأشرف، وبتيرةـ الفجرـ آل بدير، وكوت ـ بغداد.
كذلك مدخل بسماية ومدخل بغدادـ ديالى، وطريق المرور السريع من أبي غريب باتجاه الحلة ومن الديوانية تجاه الناصرية، نتيجة القيام بأعمال صيانة لها.
ويعدّ 2021 من أكثر الأعوام الذي شهد ارتفاعا بالحوادث المرورية التي تفتك بأرواح العراقيين، إذ سجل 8286 حادثا مروريا، توفيّ على إثرها 2152 شخصا، لتتفوق هذه الماكينة على ضحايا العمليات الإرهاب وحالات العنف والانتحار، بمعدل 22 حادثا في اليوم تودي بحياة 6 أشخاص يوميا.
وارتفعت الحوادث المرورية عام 2021 بنحو 44% عن 2020 الذي سجل 4666 حادثا مروريا تسبب بوفاة 1552 شخصا، في حين ارتفعت نسبة ضحايا الحوادث بنسبة 30%.